اكتب عن السلام

اكتب عن السلام

  • عابد الفيتوري

تحاصرني الكثير من أحلام اليقظة .. أجبرت القلم على تدوين قصاصات.. دموع الحبر أبت خجلا .. وكأنها تريد أن تقول : لمَ لا تكتب عن السلام بدلا من الحرب التي أصبحت في عالم اليوم مقتصرة على الهلال الممتد من وسط وشمال أفريقيا إلى باكستان ، حيث يقطن سدس سكان العالم .. وإذا لم تُجِل انتباهك بعيدًا عن الأخبار على مدار 24 ساعة ، فسوف تشعر بالدهشة لسماع أخبار القذائف تلتهم أرواح المدنيين والشباب الذين زُجّ بهم في أتون الحرب .. والصراع الوحشي ..ونزوح الملايين .. وكيف ونحن في خضم أكبر أزمة لاجئين في العصر الحديث ، وفي كل ليلة ، شاشات الفضائيات مشبعة بصور المباني المدمرة ، ورجال يمتشقون السلاح ، ووجوه آخر الضحايا الأبرياء . هوسنا بهذه القصص أعمى أبصارنا عن حقيقة أكبر بكثير .. خارج الهلال الأوسطي ، الحرب تكاد تختفي . ولدينا ذاكرة قصيرة جدا .. نسينا الحروب التي انتهت مؤخرًا في لبنان ، ورواندا ، وتشاد ، وأوغندا ، و موزمبيق .. لقد قتلت الملايين من الناس. العالم أصبح أقل عنفًا ؛ وعلينا أن نكون أكثر وعياً بالعنف الذي يحدث . لكن لسوء الحظ ، يستخدم الإعلام والساسة هذه المعلومات لجعلها قبس اللهيب المستعر . لذلك توقف عن الخوض في الكثير من التفاصيل . يكفي أن تقول متى نصبح مهيئين للتفكير في العيش تحت مظلة السلام . إذن ما الذي يحدث هنا ؟ ومتى تتراجع الحرب ؟ حسنًا ، كلما أصبح العالم أكثر ترابطًا ، أصبح لدى الأقوياء حوافز أكثر من أي وقت مضى لتجنب العواقب الاقتصادية الكارثية للحرب .. وعلى الرغم من كل عيوب الديمقراطية الواضحة ، إلا أنها لا تزال جحيمًا أفضل بكثير من الاستبداد وعصر القنانة والإقطاع .. فكر بالأمر .. واكتب عن السلام .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :