أحمد ناصر قرين
لن أفعل شيئا ً
لم أجد ما أفعل سوى التمطي والانتظار
أريد أن أفعل شيئا ً
أريد ,
غير أن زمني لم يدع لي سوى الكسل المهذار .
قدماي تختزنان مشاويرا ً بآلاف الأميال ,
وتنتظران الخطوة الأولى .
فماذا أفعل ؟؟؟؟؟
لو أن لي ألسن ٌ عدة ُ ,
لجعلت شفتي ّ جسرا ً بين الحناجر ِ والآذان ِ .
لكني بلسان ٍ وحيد ٍ لا يكاد ينعش حلقي .
لو أن لي أذرع ٌ عدة ٌ ,
لجعلت أصابعي أنشوطة ً للنجوم .
لكن لي ذراعان إثنثان حين أثنيهما لا يكادان يخاصراني .
لو أن لي أعين ٌ عدة ,
لاستغنيت عن الدوران حول ظلالي ,
ولرأيت ُ ما وراء الأفق .
لكني بعينين إثنتين لا تبصران إلا ما يقع في مداهما .
لو أحلم دون شخير ,
لجمعت ُ في صباحي شظايا منامي ,
وجبلت منها وجها ً رائقا ً ليومي .
لكني ما أن أصحو حتى تلملم الكوابيس حقائبها ,
وتترك لي شذى الأرق .
فهل سأفعل ؟!!!!!
وهل تقدر قطرة ٌ لاهثة ٌ ,
أن تدعي أنها منبع للأمواج ؟
وهل بوسع لحظة نافرة ٍ
أن تغدو دهورا ً ؟.
كنت ُ أريد ُ , فصرت ُ أرجو .
اللعنة أيتها المعجزات البليدة .
لن أفعل شيئا,
لن أفعل شيئا ً
سأبقى هكذا ,
فعلا ً ناقصا ً لن يكون فاعلا ً يوما ً .
وجل ما يطمح له ألا يكون مفعولا ً أبدا ً ….
أرغب أن أفعل شيئا ً ,
لكني لن أفعل شيئا ً …..