مؤتمر “بنغازي” والإعلام الرياضي

مؤتمر “بنغازي” والإعلام الرياضي

_محمود السوكني__

في التقديم لفعاليات المؤتمر السنوي الأول للإعلام العربي المزمع إفتتاحه مع صدور هذا العدد في “بنغازي” المدينة الساحرة التي أحب ، لاحظت الإشارة إلى ندوات أو ورش عمل ستعقد أثناء المؤتمر حول الإعلام الرياضي على أهميته ، وهو ما أثار شجوني وأعادني إلى العام سبعة وستين من الألفية الثانية عندما حظيت بنشر أول محاولة لي في الكتابة الصحفية وكانت في الشأن الرياضي وصحيفة طرابلس الغرب تلفظ انفاسها الأخيرة .

لم تكن الكتابة الرياضية شغف يستهويني بل كانت سبيلا للانخراط في هذه الهواية التي استأثرت باهتمامي بحكم قرابتي للأستاذين محمد وعلي السوكني اللذين سبقاني لأمتهان العمل الصحفي وبرعا فيه وأصابا فيه شهرة واسعة .

لم تكن الكتابة الرياضية أنذاك  مقتصرة على الضالعين في هذا الجانب، ولم يكن لها متخصصون عارفون بخباياها بل كانت كغيرها من أصناف الكتابة ، براح شاسع يمرح فيه كل من استأنس في نفسه القدره على الكتابة و وجد فيها الشجاعة الكافية على خوضها و الابحار في مناكبها .

وهذا لا ينفي  وجود بعض الطفرات ممن عرفوا بغزارة معلوماتهم وعمق تحليلاتهم وتمكنهم من أدواتهم أذكر منهم في الصحافة الرياضية على سبيل المثال لا الحصر الأساتذة “عبد اللطيف خليفة بوكر” و”أحمد الرويعي” و “عبد المجيد أبوشويشة” و “عبد الرحمن ابورقيبة” و”محمد بالراس علي” و”عاشور التليسي” وغيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة على استحضار اسمائهم في هذه العجالة .

كانت الكتابة في الشأن الرياضي مدخلا لأغلب الكتاب و وسيلة كنا نتوهم سهولتها لولوج هذا المعترك ، كما أنها كانت ولازالت سبيلا أسرع لبناء علاقة حميمة مع القاريء باعتبار أن الصفحة الرياضية أشد جذبا للقاريء وأكثر استقطابا للمتلقي عن غيرها من انواع الكتابة الصحفيّة ، لهذا ، ركّزت إدارات التحرير جل اهتمامها وتعمل على زيادة عدد صفحاتها ، و تصطفي لها أشهرالكتاب و أكثرهم باعاً في هذا المجال .

الوضع الأن اختلف كثيرا عن قبل ، فالصحافة الرياضية تعج بالعديد من الأسماء المعروفة بخبرتها و المشهود لها بالكفاءة و سعة الاطلاع ، كما اختص بعضها بألعاب دون أخرى ، فيما ذهب البعض الآخر إلى الاختصاص في الكتابة عن للعبة واحدة يعرف عنها كل شاردة و واردة ، ويعلم خباياها ويحسن توقع نتائجها محمد بالراس علي “إنموذجاً” .

إن النهوض بالحركة الرياضية يستوجب بالضرورة إرساء دعائم اعلام رياضي واع باهميتها ، قادر على تحليل مفرداتها ، متمكن من سبر أغوارها،  عالم بكافة جوانبها،  وهو ما يدعو إلى تشجيع الاقلام الفتية على التخصص في هذا الجانب وتحفيزها على خوض غماره مع تطوير امكانياتها و دعم مسيرتها .

إن الحركة الرياضية تحتاج للنهوض بها و الرفع من شأنها إلى الإمكانيات والدعم والتشجيع ، و هي في هذا و ربما قبله في حاجة ملحة لمن يضيء دروبها ، و يرسم ملامح وجهها ، و يستشعر آفاقها الرحبة الواسعة ، و لن يتأتى ذلك إلا بتخريج العناصر الاعلامية الكفؤة المتخصصة التي تستطيع الاضطلاع بهذه المهمة الشاقة التي لا ينهض النشاط الرياضي ولن تقوم له قائمة إلا بوجودها فيما اعتقد ، وفي تصوري أن المؤتمر السنوي الأول للإعلام العربي بما يزخر به من قامات سامقة ونجوم ساطعة في دنيا الإعلام سيولي هذا الجانب ما يستحقه من إهتمام يساهم بلا شك في النهوض بالإعلام الرياضي ويوطد دعائمه .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :