مؤتمر تموزوق: دعوة للحوار الشامل وتحقيق السلام في مالي.

مؤتمر تموزوق: دعوة للحوار الشامل وتحقيق السلام في مالي.

باماكو، مالي.

خاص فسانيا : سلمى عداس.

  في خطوة جديدة نحو تحقيق الاستقرار وإحلال السلام في مالي، عقدت جمعية “تموزوق – التحالف من أجل السلام والتوافق” (APC) مؤتمرًا صحفيًا هامًا في مركز المؤتمرات الدولي بباماكو (CICB)، بحضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم معالي الوزير موسى أغ الطاهر، وزير الماليين المقيمين في الخارج والاندماج الأفريقي.

التأكيد على الحوار كوسيلة لتحقيق السلام.

في كلمته خلال المؤتمر، شدد الوزير موسى أغ الطاهر على أهمية الحوار والانفتاح على جميع الأطراف، بما في ذلك الجماعات المسلحة، باعتباره السبيل الأمثل لتحقيق السلام في البلاد وأكد قائلاً: “جمعية تموزوق ليس لديها أي عقدة في بذل كل ما في وسعها للمساهمة في السلام والتحدث مع الجميع، بما في ذلك أعضاء الجماعات المسلحة

وأشار الوزير إلى أن السلام لا يمكن تحقيقه دون التواصل المباشر مع الأطراف المنخرطة في النزاع، مشددًا على أن المصالحة الوطنية لا يمكن أن تكون انتقائية، بل يجب أن تشمل جميع الفاعلين السياسيين والاجتماعيين والعسكريين وأوضح قائلاً:”في الواقع، يجب أن نحاول التحدث مع أولئك الذين في حالة نزاع مع الدولة فهم من يجب أن نبذل كل جهودنا لإعادتهم إلى جادة الصواب

نهج شامل ومفتوح للمصالحة.

وخلال المؤتمر، أكد الوزير أن السلام المستدام لا يمكن فرضه من طرف واحد، بل يجب أن يكون نتيجة نهج شامل ومتكامل، حيث تشارك فيه جميع الأطراف، بغض النظر عن توجهاتها السياسية أو مواقفها السابقة كما دعا إلى الابتعاد عن المقاربات أحادية الجانب التي أثبتت فشلها في الماضي، مشيرًا إلى أن الجهود يجب أن تُبذل ليس فقط لتحقيق وقف إطلاق النار، ولكن أيضًا لضمان إعادة الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للفئات التي تأثرت بالنزاع.

تموزوق مبادرة تتجاوز الانقسامات السياسية.

أحد الجوانب البارزة التي تناولها المؤتمر هو أن جمعية تموزوق لا تعمل وفق أجندة سياسية محددة، بل تسعى إلى إعادة بناء النسيج الاجتماعي في مالي عبر الحوار والانخراط مع جميع مكونات المجتمع وفي هذا السياق، أكد الوزير قائلاً:”نحن هنا في مهمة من أجل السلام والمهمة من أجل السلام ليس لها حدود“.

وتعكس هذه الكلمات رؤية الجمعية، التي تهدف إلى وضع أسس قوية للتعايش السلمي بين مختلف الجماعات في مالي، بغض النظر عن انتماءاتها العرقية أو السياسية.

التحديات التي تواجه جهود السلام.

ورغم هذه الجهود، فإن تحقيق المصالحة في مالي لا يزال يواجه تحديات كبيرة، من أبرزها استمرار التوترات الأمنية بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة في الشمال والوسط، التدخلات الإقليمية والدولية التي تعقّد المشهد السياسي والأمني في البلاد، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، والتي تجعل من عملية إعادة الإدماج للمقاتلين السابقين والمجتمعات المتضررة أكثر تعقيدًا

ردود الفعل الدولية والمحلية.

حظي المؤتمر الصحفي باهتمام واسع، حيث أشادت المنظمات الدولية والإقليمية بهذه المبادرة، واعتبرتها خطوة إيجابية نحو التهدئة والاستقرار كما لقيت التصريحات الصادرة عن الوزير ترحيبًا من قبل العديد من المراقبين السياسيين، الذين يرون في هذه المبادرة محاولة جادة للخروج من دوامة العنف التي تعيشها البلاد منذ سنوات.

مستقبل مبادرة تموزوق.

مع استمرار الجهود الدبلوماسية والميدانية التي تقودها “تموزوق”، يبقى التحدي الأساسي هو ترجمة هذه التصريحات والالتزامات إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع ومن المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا بين الأطراف المعنية لتحديد الخطوات التالية في مسار المصالحة.

خاتمة.

يمثل مؤتمر “تموزوق – التحالف من أجل السلام والتوافق” خطوة مهمة في مسيرة تحقيق السلام في مالي ومع استمرار الجهود الوطنية والدولية في هذا الإطار، يبقى السؤال المطروح هو هل ستنجح هذه المبادرة في تحقيق تحول جذري نحو الاستقرار، أم أنها ستواجه نفس العقبات التي أفشلت مبادرات سابقة؟

الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال، لكن ما هو مؤكد أن الحوار والانفتاح سيظلان المفتاح الأساسي لحل الأزمة المالية.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :