بقلم :: سالم الهمالي
هذا اليوم المبارك ” الجمعة”، يلتقي الرئيسان فلادمير بوتن ورجب طيب اردوغان لمناقشة العلاقات بين بلديهما، وفِي صدارة جدول الاعمال سوريا، التي تلقت من كليهما جميلا، لن ينساه شعبها مدى الدهر. سلطان المسلمين، او هكذا سماه محبوه، الذي كانت له سياسة نقيضة تماما للدب الروسي، الذي ما انفكت طائراته تسقط حممها على رؤوس السورين وجنوده يمسحون ما وجدوه أمامهم، فيما اكتفي السيد اردوغان بتهيئة الطريق للدواعش من كل بقاع المعمورة بالعبور عبر مطاراته وموانئه واراضيه للمساهمة في ذبح السوريين والإيغال في دماءهم.
مئات الآلاف قتلوا، وملايين عديدة هجروا، ولا زالت الاحداث المتوالية تحصد وتشرد المزيد، إلا ان ذلك لا يمنع ان نستنتج الآتي:
١- ان الخصومة الاسلامية الملاحدية قد انتهت على فنجان قوة ( تركي) سكر وسط، لمناقشة حلول قابلة للتطبيق لمعالجة الأزمة.
٢- ان شعار الدين قد ازيح عن المشهد تماما، واستبدل بمبدأ المصلحة الذي يحكم العلاقات بين الدول والشعوب.
٣- ان ما ظنه البعض طلاقا دائما بين الروس والاتراك تلاشى، وعادت علاقات المغازلات الحميمية، والعلاقات التاريخية بين الجيران، بالرغم من انهم مختلفي الأديان والاعراق واللغات والمبادئ والاهداف .
٤- ان مقتل السفير الروسي في قلب إستانبول لم يمنع ان تعود المياه الى مجاريها بينهم، بل ان دفقها اصبح اكثر قوة ودفء.
٥- ان ( الزنابيل) في سوريا الذين يتنقلون من عاصمة الى اخرى ومن فندق الى اخر، لم يكونوا الا بيادق في صراع بين الكبار، كانوا هم ( عرَّابها) ، وشعبهم ضحاياها.
٦- اما ( قادتنا) الذين يَرَوْن اردوغان سلطانا للمسلمين، حريا بهم ان ينتهجوا شيئا من عقلانيته ورجاحة عقله، فبالتأكيد انه لا يغفل عن صلاة الجمعة في المسجد الكبير في موسكو، وربما عليهم ان ينظروا الى الصراع بين الليبيين، اخوة الدين واللغة والنسب والمصاهرة، والجوار، لا كأعداء يجب فيهم اعلان الجهاد المقدس برفع السلاح وإزهاق الأرواح وسفك الدماء، بل ادراك ان هذا الصراع لا يفيد فيه تصعيد المواقف وزيادة شقة الخلاف في شيء.
٧- اما الآخرين ممن قد يظنون انهم ضمنوا الدب وأمسكوا بمفتاح يفتح أمامهم الأبواب، فيجب عليهم ان لا يغفلوا عن التاريخ الطويل والشواهد الكثيرة التي تجعل من هذا الفهم ، سذاجة لا يماثلها الا من سبقهم الى عالم الآخرة.