أحمد شلبي
لما رأى نجمًا شـفيـفَ اللون ِ
خلـف الأفـقِ راقَـهْ
قَام الغويُّ إلى عــصاهُ
بعدما استدعى رفاَقهْ
* * *
قالوا له: سبُحانَ مَنْ
جعل الصدورَ لها انْشِقَاقةْ
فاطـرحْ علينا ما تــراه
فـكلُّنا شاءَ انعِـتاقهْ
قال: اسمعـوني واتـْبعـوني
وقـت سُكْرِ أو إفاقهْ
منْ شاءَ أن يسعى معي
لا بدَّ أن يُبدي اشْتيَاقَهْ
قالوا: وكيف؟ فقال:
إنَّ النجمَ قد رفضَ َ انْبثَاقَه
قالوا: لماذا؟ قالَ: إن
الشمسَ قد شَدَّت ْ وِثَاقهْ
قالوا: وكيف نفُكُّـهُ؟
هل تستطيعُ بنا لِحَاقَهْ؟
قال: اقْطِفُوا وَرْدَ الدماءِ
وقَدمُـوا لي منه بَاَقَةْ
قـالوا جميعــًا: قد أذقــــناكَ
الذى تبْغي مَـذاقَهْ
أوَ هـل يُعـيد ُ لنا الدمَ
المسْـفُوك إلا من أرَاَقَهْ؟
قال: اهتديتم للطريقِ
فحـاذروا يومًا فراقهْ
* * *
قالوا: إليكَ بمالِنا ..
إن الحيـــاةَ غِنَـىً وفَـــاقَهْ
قال: اهتـديتُم, فاحرقُوهُ,
فإننــي أهـوَى احْتِــراقـهْ
قالوا له: لبَّيــكَ.. قـال:
النجمُ قد أبـدى وِفـاقـهْ
* * *
وارْتَدَّ يمـشي للـوراء..
فقيل: قد شاء َانطِـلاقـهْ
ثم اختفى عنهم.. فقيلَ:
عسـاهُ مُـمْتـطيَـًا بُراقـَـهْ
وارتـدَّ موكبُهم – قــرونًا –
خلفَ أزمـنةِ الحماقةْ
فإذا به يبكي ويرعَى
نَجْمَه من فـوقِ نـاقة
من ديوان (من حكايا عاد)