فرج الضوى

الكتابة تلك اللحظات التى نسرقها من الكون / الحياة / الناس / النفس ….. غيبوبة اليقظة … الغيبوبة الواعية …. كأنك تحت تأثير البنج أثناء الإستفاقة وذهنك حاضر وواع لكل شىء ولكن بخفوت كخفوت الحلم …
هى لحظة نُعَبِّرُ فيها عن نفسنا التائهة فى زحام الوجوه والأحداث والأفعال والكلمات والإنفعالات والمشاعر والبنايات الأبواب النوافذ السيارات الحواسيب الطرقات الشوارع الأشجار الطيور السماوات الليالي الأيام الشموس الأقمار الشهب النجوم المذنبات الكواكب المجرات الرياح النسيم البحار الأنهار الينابيع البحيرات الحيوانات ذرات الغبار هبات زخات الموج…كل شيء ..!
نحاول البحث والغوص والنزول والتحليق السباحة فى كل ذاك الزحام الكثيف اللانهائى ، ربما نجدها….
وعندما نجدها أو نجد شيئا شبيها أو نسخة شبيهة منها نسعد بذاك الإيجاد بفرحة طفولية نعيش معها ، لكن سرعان ما تزول ، فنعاود البحث مرارا ؛ ربما كديمومة سيزيف فى العالم السفلى يحمل الصخرة إلى الجرف العالى ليبلغ قمة الجبل وحين يقترب الوصول تنزلق فيعاود بلانهائية حملها ، ولكن هراء وسخف ولامنطقية ولا عقلانية الحياة الإنسانية- كما أورد ألبير كامو – بقوله أن المرء لابد أن يتخيل أن سيزيف سعيدا مسرورا ، تماما كما أن النضال والصراع والكفاح ذاته نحو الأعالى والمرتفعات كاف وكفيل بملىء فؤاد الإنسان حيث يقول عنه: ليس هناك عقاب أفظع من عمل متعب لا أمل فيه ولا طائل منه .
هنا يفتح كامو أمامنا تساؤلا واسع المدى وفضفاضا هل كل ما يسعى إليه الإنسان هو الهدف الحقيقى من وجوده … ؟
* اللوحة للفنان السورى اسماعيل الرفاعى














