- مروة آدم حسن
تخطيتُ فكرة أن أضع أملي على عاتق أحد.. لأنني وضعتُ أملي كُلّهُ في الله.. وتخطيتُ الولع بالخيارات عندما وجدتُني أستطيعُ الاكتفاء بنفسي.. لقد تجاوزتُ فكرة أن أنتظر شيئا من أحد.. لهذا إذا رأيتني أبذُلُ المحبّة فتأكد أنّني أبذُلُها بلا مُقابل..
أنا أكتُب لأن الكتابة خيار فرضه عليّ الأمل في نفسي.. الأمل الذي ينثره الله على روحي لكي أستمرّ في أداء دوري في الحياة وإن كان هذا الدور ضئيلا..
أنا التي كُلّما غمرتني المحبة ملأتُ العالم بها دون أن أنتظر شيئا يغمُرُني.. أعلم جيدا أن محبة بهذا الفيض لا أحد يستطيع تقييدها بشروطه لأنها مأمورة.. كما أعلم أن الإنسان إذا استهلك كُل ما يملكه من مشاعر سيتوقف.. إن التوقف كما الموت المؤقت.. والموت سنة الحياة.. كما هي سنة الأيام أن تمضي والوقتُ كفيلٌ بأن يداوي ما علِق بنا مع الأيام..
نحن نكتب لنتخطّى.. لنتجاوز.. لنبتعد عن اللحظات التي كُنا فيها سيئين مع أنفسنا.. أو تعرّضنا فيها لموقفٍ سيء.. نحن نكتب لكي نتخلّص من كُل ما يُثقِلُنا.. وحتى لا نرمي سوءنا على الآخرين..
نحن لا نكتب نحن نحاول فقط أن نجد وسيلةً نتصالحُ بها مع الآخرين ومع أنفسنا إذا عُدنا وقد نفد وِفاضنا حتى منّا.. نحن نكتب لأننا بدّدنا أنفسنا ولم يبق منا شيء يُذكِّرُنا بنا.. نحن لا نكتب نحن نُذكّر أنفسنا أننا كنا يوما ممتلئين بالحُب والدفء والمودة.. نحن لا نكتب نحن نتلمّس أثر الضوء لعلّنا نجدنا.. لعلّنا نعرف دروب النور في صدورنا.. لعلّنا يوما ما نُضيئ من جديد.. نحن الذين لا تكُفّ قواميسنا عن تجديد معنى البذل والعطاء نحن الذين تغيب شموسنا لكي تُشرق من جديد..
لقد تخطّينا فكرة أن نُثقل كاهل غيرنا بالأمل.. تخطّينا الولع بالخيارات.. تجاوزنا فكرة أن ننتظر شيئا من أحد..
لهذا نبذل المحبة بلا مقابل.. لهذا نكتُب.. لأن ما نشعر به لا خيارات له في الخروج سوى بالكتابة.. نكتب لنتجاوز ما نشعر به.. أو ربما لأن المشاعر واللحظات التي توقفنا عندها كثيرا.. تُريد أن تتجاوزنا.. ولا خيارات لها سوى أن تسيل…