مذكرات امرأة عمياء

مذكرات امرأة عمياء

  • كتبت / صافيناز المحجوب

مراجعة للنفس بعد إحدى الصدمات جعلتني أتفكر في معاملاتنا نحن البشر في أقوالنا وفي أفعالنا وأراجع نفسي مرارا وتكرارا وأتساءل هل أفسدتني الكتب ؟ أن جعلتني شبه مثالية ؟ في تحري الصدق في كل ما أفعل الإيفاء بالوعود مهما حدث ومهما كانت النتيجة عندما قرأت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “آية المنافق ثلاث :إذا حدث كذب ,وإذا عاهد أخلف وإذا خاصم فجر ” لم يعد الأمر يحتاج إلى تفكير وما تعلمناه في حركة الكشاف والمرشدات من مساعدة للغير ومكارم الأخلاق وإيثار للغير كل ذلك تشربناه في صغرنا أكثر مما تعلمناه من أهلنا في البيت ولكن الواقع اليوم يصدمني فأجد نفسي أطرح سؤالا هل فعلا أفسدتني الكتب والكشافة أن زرعت فينا الإخلاص، الصدق الوفاء أكثر من اللازم؟ وكانت سببا في صدماتنا مع عالم مزيف مخادع؟ الكذب يمتهن الآن أكثر من الصدق والتلون في الأفعال والتهرب من الوعود عادة لابد من ممارستها . هل يجب أن نمارس ما يمارسونه من تلون وتحول في مسارات الأخلاق حتى لا نغرد خارج السرب؟. قال بسكال كينار : هل ستعوي مع الذئاب أم لا ؟ الذئاب تفترس كل من لا يعوي معها وكلما تقلد شخص ما منصبا في الدولة أصيب بهذا الداء فيتبعه من يرأسهم فيتلونون ويتحولون وينخرهم السوس، في زمان مضى كانت الكلمة ميثاق شرف أما اليوم فكل ما يكتب وكل ما يقال يحتمل الخذلان ومخالفة ما قد وعد به. قالت لي صديقة ذات يوم كنت أشتكي لها تدني معاملاتنا الأخلاقية فقالت لي يجب أن تتأقلمي مع الوضع قلت لها تقصدي أن أتلون وأغير من جلدي؟ أن أكون حرباء بحسب المواقف؟ فقاطعتني نعم إذا رغبتي في العيش بسهوله وأن تحققي ما تتمنِيْن , ومراجعة النفس تعود من جديد لتوقعني في حيرة هل هذا هو منطق الحياة اليوم هل سأكون إنسانا شاذا عن باقي البشر إن تمسكت بمبادئي؟ المسؤول اليوم يروغ منك كما يروغ الثعلب ويكذب بدم بارد ولمت نفسي أكثر مما لمت غيري ووبختها لأنها لم تخطط لمستقبلها كما يجب أن يكون واهتمامي ببعض الأمور التي لا تعود بالنفع أحد أهم الأسباب في ضياع وقتي وتعرضي للمشاكل كما قال تشارلز جينز ( بدون أهداف ستعيش حياتك متنقلا من مشكلة لأخرى بدلا من التنقل من فرصة إلى أخرى ) ربما تلك الحقائق جعلتني أتذكر قول أبي الطيب المتنبي (وخير جليس في الزمان كتاب ) وبدأت في التفكير بجدية كي أحمي نفسي من عبث وكذب وزيف من يعيشون حولي أو معي وكانت أولى خطواتي التي قرأتها في كتاب لإبراهيم الفقي يقول ( لذا كانت الخطوة الأولى في سبيل تحقيق أهدافك أن تحارب خوفك وأن تتسلح بالشجاعة في مواجهة أخطاء الماضي وتصحيحها والاستفادة منها بدلا من الوقوع في أسرها ) ولأنني لست أطيق العيش في زمن التلون فقد اعتزلت العالم، مرغما أخاك لا بطل لأصنع عالمي الخاص بين الكتب . صافيناز محجوب

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :