مذكرات امراة عمياء

مذكرات امراة عمياء

  • صافيناز المحجوب

السقوط لا يعني نهاية حياتك إنما هو مرحلة طبيعية تحدث في حياة الإنسان والعاقل من ينهض ليستمر ويعيش ويعارك الحياة بكل ما فيها لأننا لسنا في الجنة لتكون أيامنا كلها نعيما ولسنا في النار لتكون كل أوقاتنا عذابا وجحيما وقديما قيل ” سقوط الإنسان ليس فشلا ولكن الفشل أن يبقى حيث سقط”.

الأقوياء هم فقط من يقفون وبقوة كلما فشلوا فمثلا هناك من رسب في مرحلة دراسية معينة فكانت هذه السقطة البسيطة نهاية لمشواره الدراسي فترك مدرسته وانزوى في حياته فاشلا إلى الأبد خاصة ونحن في زمن المؤهلات وهناك أيضا من فشل مشروعه الأول فاعتزل العمل وتقوقع على نفسه يندب حظه ولكن في المقابل هناك من قاوم وانتصر على الفشل وأثبت لنفسه قبل الجميع أنه قادر وأنه يستطيع وأن الحجارة التي سقطت عليه بالأمس صنع منها سلما للغد وصعد للعلا شامخ الرأس مزوها بنصره .

لا أنكر إعجابي الشديد باليابان وشعبه الذي يعتبر معجزة تحكي قصة كفاح ونجاح من الصفر إلى أعلى القمم هيروشيما هي أول مدينة في اليابان تسقط عليها قنبلة نووية عام 1945 أسموها الولد الصغير ومن بعدها ألقيت قنبلة الرجل البدين على ناجازاكي قتلت القنابل ما يصل إلى 140،000 شخص في هيروشيما، و80،000 في ناغازاكي بحلول نهاية سنة 1945 واليوم كيف هي اليابان وكيف هو اقتصادها وكيف نهضت من تحت الأنقاض ومن تحت تأثير قنبلة قاتلة لكل معاني الحياة ولكنها إرادة شعب قرر الحياة رغم كل مظاهر اللاحياة ورغم قتامة المشهد واستحالة النهوض إلا أن تكاثف شعبها ورغبتهم القوية جعلتهم يتحدون الموت والدمار ويقفون بعد سقوط أو هو شبه انبطاح واليوم إذا ما قارنا وضعنا الحالي ومظهر مدننا التي عانت من حرب إذا ما قورنت ببلاء قنبلة هيروشيما سنعلن أن ما حدث هو عبارة عن احتفالية عيد ميلاد صاخبة حدثت ذات يوم إن محاولاتنا للتعافي ليست كافية لأنها ليست صادقة ونابعة من قلوب حقا تريد بذل ما تستطيع من أجل التعافي ومن أجل إزالة هذا الدمار الفاجع لأننا لم نبلغ مقدار صدق اليابانيين ولا رغبتهم في النهوض الحقيقي وإحلال السلام .

أصبحنا نحمّل الدولة كل شيء ونريد من الدولة أن تصلح كل شيء ونحن نقف مكتوفي الأيدي ننتظر في طوابير لا نهائية في محطات الانتظار لم نقف لنتكاثف نمد يد العون لبعضنا البعض نبني بلدنا من جيوبنا من أموالنا الخاصة نتبرع من أجل مدينتي ومدينتك من أجل ليبيا نعمل دون أن ننتظر المقابل نجتهد دون أن نمد أيدينا وننتظر مالا لقاء عملنا يا ترى هل هيروشيما ستذكر الليبيين كم هم مقصرون في حق ليبيا أو أن تشعل داخلهم نار الغيرة ليكونوا أفضل وينهضوا ويتعاضدوا مع بعضهم البعض والله المستعان .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :