سنيا مدّوري
ما جئتُ كيْ أحظى بجفْوَةِ عاشقٍ
عيناكَ محرابي
وقلبُكَ معبَدُ..
حتّى العصافيرُ التي أنبتُّها
منْ أضلُعي، خَرَسَتْ
فكيْفَ تُغَرّدُ ..
ماءٌ على القلبيْن
قلبي ظامئٌ
والبعدُ في جسَدي المسافرِ مِبْرَدُ..
دوني المدائنُ حدْسُها مِنْ خافقي
إثمُ النوارسِ
من دمي يتجرَّدُ..
عنْ رجفة الفرس التي ودَّعْتَها
تنْهَدُّ مِنْ حُزْنٍ
ولاَ تتنهّدُ..
بابٌ على الوطَنِ القديمِ طرقتُهُ
والطّرْقُ أعْياني
وبردُكَ يصْهدُ ..
دَرْبٌ غَزاهُ الموتُ
ضيقُ مشانقٍ
إنْ أقْفَــرَتْ أجســادنا ســــــنُخـَلَّدُ..
أحلامُ عُمْرٍ بائسٍ
وجْهٌ تجادلُهُ الحكايا
نصفُ ضوْءٍ يسْرُدُ..
ليَكُنْ صعودُكَ في
مراقي الرّوح أخيلة لوحْيٍ
في الرّؤى يتصعَّدُ..
لسكوتكَ الفضيّ
قمحٌ متْعَبٌ طوفانُ يُتْمٍ
جفوةٌ وتودُّدُ..
هذيانُ نَرْدٍ، دهْشَةٌ كمْ أينعتْ
سَفَرٌ تأجّلَ
أيّها المتمرّدُ..
أوجاعُنا في الحبّ أمْسَتْ غبطةً
والشوقُ يجرحُ
وردَنا ويضمّدُ..
لا شيْءَ أوْفَى مِن
مدامع عاشقٍ
صرَخَتْ حنينا والصّدى يتردَّدُ..
بيْتُ القصيدَةِ قُدَّ مِنْ زلاتِنا
من شرْفَةٍ في العُمْرِ
جَمعٌ مُفْرَدُ..
رَيْحانُ قافيَةٍ تعطّرُ صمْتَنا
وتُجدّدُ الأحزانَ،
إذْ نتَجدَّدَ..
يَرْفو ثيابَ الشِّعْرِ قلبي
منْ دَمي تتأوّلُ
الرّيحُ القصيدَ فيخْلُدُ..
كَهْلٌ فَمي، كفتيلةِ الفانوسِ
يضطرمُ اشتعالا
في الغرام ويخمدُ..
يا أيّها النائي كنجم
دُلّني إني مسافرةٌ
وقلبُكَ فرْقَدُ..