مشاريع إعادة الإعمار هل هي حقيقية أم ترميمات  شكلية

مشاريع إعادة الإعمار هل هي حقيقية أم ترميمات  شكلية

استطلاع / فريق فسانيا.

في يونيو الماضي زار رئيس حكومة الاستقرار أسامة حماد رفقة مدير عام  صندوق التنمية و إعادة الإعمار  ” خالد حفتر ” مدينة سبها و خلال الزيارة تم إطلاق سلسلة من المشروعات التي تعمل على إعادة إحياء  البنية التحتية، وتعزيز الاستقرار  و التي تستهدف المرافق الصحية  و الأمنية  والتعليمية  و الخدمية  بالمدينة ، ومنذ بداية تنفيذ  مشاريع إعادة الإعمار و الشارع السبهاوي يتداول  آراء متناقضة ما بين معارض و مؤيد فالعديد يعتقدون بأن المشروع شكلي و لا يستهدف أولويات المنطقة ، في حين يعتبره آخرون إعمار حقيقي  يعزز  التنمية والاستقرار.

مرزق تتصدر سلم الأولويات.

شاركنا المختص في التاريخ ناصر بن سلمه” برأيه قائلا: حدثت حروب في سبها وتستحق أن يلتفت إليها وإطلاق مشروع إعمار بعد الحرب لكن اليوم سلم الأولويات تتصدره مرزق في برنامج صندوق إعمار وتنمية ليبيا لأسباب قد تكون وجيهة أما مدينة سبها تستحق كذلك لكن وبتجربة شخصية من خلال زيارتي لسيد  للنّمر مسؤول الاعمار بسبها لاحظت تشتت أهل سبها في اقتراح الأولويات لعمل مدير الصندوق النمر فهو يجب عليه الالتزام بما يضعه مجلس سبها البلدي الذي غيّب نفسه عن المشهد.

ويضيف بن سلمه ”  يجب على المجلس البلدي سبها عقد لقاءات مع فاعليات ونخب كل محلة على حدة للخروج بخطة تنموية لمدينة سبها بالكامل. إن بلدية سبها لم تفعل ذلك والكل كان يسعى منفردا ، و انفرد النمر بتحديد كيفية إنفاق أموال الصندوق، هل نحتاج لطلاء عمارات متهالكة من داخلها؟ لماذا لم يتكلم سكان العمارات؟ هل نحتاج تعبيد طرق بالقطران ولم يتم تغيير شبكة الصرف الصحي المنتهية؟ لاحظي الحدائق التي أعاد تأهيلها جهاز طارق ، أغلقت في وجه أهالي سبها الحديقة المجاورة للمصرف الزراعي، مثال الكثير من الأموال التي تهدر،  ما نحتاجه التواصل مع صندوق التنمية والإعمار لاستدراك المشاريع وهذا لن يحدث لأن سبها فيها شيء غريب.

يقول الكابتن طيار غيث علي شحات إنّ ما يقوم به جهاز إعادة الإعمار من أعمال وما يقدمه من خدمات تشهدها البلاد اليوم لم تكن معهودة في السنوات العجاف التي مضت، حيث أنه بحول الله وقوته يسهم جهاز إعادة إعمار ليبيا والذي يرأسه الباش مهندس بالقاسم خليفة حفتر وهو سائر بإذن الله على خطى والده المؤيد بنصر الله تعالى القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير أركان حرب خليفة بالقاسم حفتر ذلك القائد المغوار الذي دخل البلاد وعمر.

و يضيف ” قد قدّم جهاز إعادة إعمار ليبيا للبلاد الكثير والكثير من إنشاء الحدائق وإعادة ترميم العمارات والطرق و صيانات كثيرة للمدارس والكليات كما تم إعادة إعمار مستشفى سبها الطبي وغيره من المؤسسات وكل هذا رصيد يحسب لهم وهذا عنوانهم الوطن ثم الوطن أيدهم الله بتوفيقه وأثابهم نصراً عظيما.

ترميمات وإصلاحات شكلية.

و يرى المواطن عبدالحفيظ يوسف إلى أحد الآن عبارة عن ترميمات وإصلاحات قد لا تكون للمشاكل المزمنة في المدينة والتي يأتي في مقدمتها وأهمها الصرف الصحي الذي يجعل كل الأموال التي تصرف سواء في الطرق داخل المدينة أو الصيانة التي في المباني عبارة عن تضيع للأموال ، الإعمار في مشروعات جديدة مثل بناء مستشفيات ومدارس والتي جميعنا يعرف أنه من عام 1980 لم تبنَ مدرسة في سبها، عموما نحن ننتظر مع أنني أرى ضرورة فصل و إعادة الإعمار عن مشروعات الترميم والصيانة.

بهرجة و دعاية إعلامية كبيرة.

و يعتبر المعلم مصري عمر علي “البهرجة الإعلامية عن الإعمار أكبر بكثير  من حجمه، و كان هناك ضخ إعلامي ووعود كبيرة وتم وضع لافتات في كل الطرقات والعمل ضعيف جدا على أرض الواقع ، وهذا سيوقع المدينة في منحرف كبير منها تعطيل المدارس.

أشار إلى أنه ” قرأت مقالة الأيام الماضية إذا لم يتم صيانة المدارس التي بدأت بها أعمال الصيانة  في أقرب وقت ستضطرون للدراسة في المناطق.

أعمال و مشاريع لا تدفع بعجلة الاستقرار.

 و  الصحفي أحمد التواتي أفادنا بأن ”  هذا المشروع جيد و نحن في حاجه ملحة لمثل هذه المشاريع التي تحسن من الوضع الذي تعيشه المنطقة الجنوبية من ركود وبطء التنمية، وهذا المشروع أعطى دافعا في المنافسة بين الشركات والدخول بقوة، ولكن جميع الأعمال والمشاريع ليست مقنعة في الاستقرار من البنية التحتية والطرق وتعتبر هذه المشاريع ترميمية وإصلاحات مؤقتة وليست جذرية، ولهذا يجب التركيز في هذا الجانب لدقة العمل والأهم إعطاء الأولويات في الإصلاح بدل الترميم.

ونوه  التواتي ” لا ننسى الجهود المبذولة وسعي العاملين على هذا المشروع في إخراج فزان في صورة بهية ، أتمنى منهم الاهتمام بجودة العمل و دقته لأن هذا الذي يحدث تغيير حقيقي و يساهم في التنمية و الإعمار.

يا مزوّق من برّة شن حالك من الداخل

كما يرى المستشار القانوني عقيلة محجوب” أنه يبدو واضحا من خلال الصيانات التي بدأت في مدينة سبها هي البدء بالمهم قبل الأهم حيث أنه كان من الأجدر البدء بشبكات المياه والصرف الصحي ومن ثم الطرق أما طلاء العمارات والمدارس فينطبق عليه المثل الشعبي ” يا مزوّق من برّة شن حالك من الداخل” .

يعتقد المواطن محمد الكشكري أن ما يصور على أنه إعمار ما هو إلا مجرد ترميمات و دعاية  وإشهار، فهي لا ترتقي لمجرد الصيانة السطحية و الخفيفة

فما يهم المواطن الصيانة التي تلامس معاناته من مياه و صرف صحي و طرق. و في النهاية حتى هذه الترميمات تبقي شيئا جيدا بإمكانها أن تصنع الفرق لدى المواطن البسيط وتغير صورة المدينة.

حريصون على الظهور الإعلامي.

و تؤكد ” صباح محمد ” أن القائمين على مشروع إعادة الإعمار غير حريصين على إعادة الإعمار، بقدر حرصهم على الظهور بِمظهر من يقوم بذلك .والشاهد من الحديث استهدافهم للمباني التي تقع في الواجهة وإهمالهم للمناطق السكنية التي تقبع بالداخل والتي يعاني قاطنوها من مشاكل كثيرة كالانقطاع المتكرر للكهرباء و عدم توفر الماء و انسداد خطوط الصرف الصحي

التخطيط و التنفيذ و الالتزام.

بينما ” تضيف جميلة موسى مرزوق”  مشروع إعادة الإعمار يمكن أن يكون له تأثيرات مختلفة

بناءً على كيفية تنفيذه والنهج المتبع فيه ،إذا تم تخطيط المشروع بشكل جيد ليشمل جميع جوانب البنية التحتية، الاقتصادية، والاجتماعية، يمكن أن يؤدي إلى تحسينات جذرية، وإذا تم إشراك المجتمع المحلي في عملية التخطيط والتنفيذ فإنه يعزز من احتمالية تحقيق نتائج مستدامة تتماشى مع احتياجات الناس ، فإذا كان المشروع يركز فقط على الحلول السريعة دون النظر إلى المستقبل، فقد يكون مجرد ترميمات مؤقتة، و أكرر إذا لم تُدرس احتياجات السكان بعمق، قد تكون النتائج غير ملائمة ولا تحقق التحسينات المطلوبة ، وفي النهاية، تأثير مشروع إعادة الإعمار يعتمد بشكل كبير على التخطيط والتنفيذ ومدى الالتزام بتحقيق التنمية المستدامة والشاملة.

مشروع للفت الانتباه.

و توضح ” رقية إبراهيم: هذا الإعمار  مجرد ترميمات شكلية للفت انتباه الشعب فقط، فهم لا يملكون عصا موسي للتغير في وقت قصير  و إعادة الإعمار في أشهر قليلة ، و يعلمون جيدا أن الإعمار يحتاج لوقت و تخطيط جيدين ، و ما حدث بعيد عن كل البعد عن ذلك فليس من المعقول البدء في صيانة المدارس في هذا الوقت ، و خاصة أن بداية العام الدراسي ستكون بعد شهر تقريبا ، فكيف سيتم الإنجاز في هذا الوقت القصير؟ إضافة إلى أنه في حال حدوث أي إشكالية بسيطة بينهم وبين الشركات سيتوقف الإعمار و تبقى المدينة على هذا الحال الذي نشهده الآن.

ترميمات بسيطة.

و تعتقد ” خديجة أحمد  ” ما يسمونه الإعمار ليس سوى ترميمات خارجية بسيطة جدا ، لا يمكن أن ترتقي لتسمية إعمار ، فالإعمار يعني بناءً ثابتا على قواعد سليمة و ضمن خطة استراتيجية مدروسة ، و من المفترض أنه يلامس أهم أولويات المنطقة ، ولكن صيانة المباني و تحسين المنظر الجمالي ليس أولوية لنا كسبهاويين ، و إن كانت شيئا مهما و لكن نحن بحاجة لتنمية حقيقية.

حركة كبيرة و جهود تبذل.

يقول ” المواطن ” جمال محمد ” على الرغم من أنني لا أرى أي إعمار إلا أنني لا أنكر أن الفريق يعمل بجد خاصة في هذا الوقت مع ارتفاع درجات الحرارة فأنا حينما أتنقل في شوارع المدينة أرى حركة كبيرة و شغلا و جهودا تبذل ، و لكن كان من المفترض أن تبذل هذه الجهود في أمور لها أحقية كشبكة المياه و الصرف الصحي التي و بسبب تهالكها تسببت في اختلاطها بمياه الشرب و تلوثها ببعض أحياء المدينة ، أو شبكة الكهرباء وغيرها من الأمور التي تؤثر وبشكل مباشر على حياة المواطن ، و إذا نظرنا للأمر بواقعية فإن هذا المشروع بعيد عن مسماه و بعيد عن هدفه الحقيقي.

و يضيف علي بن نزهه ” أن الإعمار موضوع كبير و محوري ويهم مواطني المنطقة الجنوبية بشكل مباشر ، فمنذ الثورة في العام 2011 و حتى الآن لأول مرة يشهد الجنوب هذه الحركة من الإعمار و البناء و الاستقرار ، ولا يخفى على أحد ما عانته المنطقة خلال الأعوام الماضية من توترات أمنية و اقتصادية وعدم استقرار ، و الإعمار و إن كان ناقصا فهو أمر يحتاجه الجنوب و بشدة ،خاصة بتواجد شركات أجنبية قائمة على البنية التحتية ،مؤكدا أن كل ما تم القيام به الآن قد وضع في مكانه الصحيح ، و كل الشكر للقيادة على مساهمتها في بسط الأمن وبداية الاستقرار.

 و يرى الإعلامي عبدالمنعم الجهيمي ” نحن سعيدون بحركة الإعمار و التنمية و نتمنى أن يتعزز  هذا الأمر مع الوقت ، ولازالت عملية الإعمار تسير بشكل جيد ، و لكن المشكلة تكمن في قلة  المعلومات حول آلية سير عملية البناء و التغيير فالمواطن بعيد عما يحدث ، ولهذا نتمنى من القائمين عليه توضيح مراحل هذا الإعمار للمواطنين لأن ذلك سيساهم في تسهيل العمل للقائمين عليه.

تفاصيل مبهمة و غائبة.

ذكر ” شهدت معظم مباني المدينة أعمال الصيانة ، و لكن المواطنين القاطنين بها  لا يملكون معلومات كافية حول موعد انتهاء الصيانة و الترميمات و ما الذي يتضمنه و آليته ، وكذلك عديد الطرق تم تكسيرها بهدف تعبيدها، و أيضا المدارس شهدت الصيانة و بداية الترميم ، ولكن المشكلة تكمن في أنه يفصلنا 5 أسابيع على بداية العام الدراسي ، و لم نفهم حتى الآن كيف سيتم التصرف في حال لم تكتمل الصيانة قبل بدء العام الدراسي و لايزال الوضع مبهما و تفاصيل هذا الإعمار  غائبة تماما.

يعتبر ” عبد السلام الذيب ” أن  مشروع إعادة الإعمار يعد أحد الخطط التي نستبشر بها خيرا لأنها تحاكي الواقع الذي يعيشه المواطن يكفي أن نرى لمسة على الأرض تناقض المألوف ، مهما كان بسيطا و  نتمنى استدامتها بتنمية العقول للشباب وذلك باستحداث إدارة تتبع الجهاز يكون هدفها تنمية وتطوير الكوادر الشبابية بدورات تؤهلهم لتقديم الجديد والمفيد.

يضيف ” المواطن محمد رمضان ارحيم”  بمنطلق النية هناك من يسعي لإعادة الإعمار و وضع بصمات حقيقية لإشهار تواجده بقوة و هو عمل يشكر عليه ويحسب في الإطار الوطني التنموي الذي أهملته جل الحكومات السابقة ، ولكن يبدو أن هناك من يستعجل في إظهار ذلك التواجد في أعمال الترميم !

في حين أن الإعمار يحتاج إلى تطوير البنية التحتية و التنظيم للمدن و من ثم تحديث الجماليات في المدينة.

و ترى ” المواطنة مريم خالد ” منذ سنوات لم يلتفت أحد للجنوب و اليوم جميعنا يعلم بأن هذا الإعمار لم يستهدف الجنوب إلا لمصالحهم الشخصية الكامنة خلفه ، و بالرغم من ذلك فإن هذا المشروع لا يتم العمل عليه بالشكل الصحيح ، فكان من المفترض أن يكون الأشخاص القائمون عليه ذوي اختصاص حتى يتم تنفيذه وفق المعايير المناسبة ، و لكن كما نرى الآن فإن الصيانة شكلية و جمالية ترميمية فقط و غير مدروسة ، فمعظم الطرق تم تكسيرها و أيضا المباني و بالإضافة إلى المدارس و كلها بدأت في ذات الوقت في حين كان يجب أن تكون وفق خطة زمنية مدروسة يتم تطبيق العمل وفقها تفاديا لأي مشاكل كتأخر التنفيذ.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :