مشاهد شتاءات

مشاهد شتاءات

نيفين الهوني

 الذاكرة

1

ولأنني كنت آخر مطافه بين الحياة والموت حيث الوعي واللاوعي شيء واحد قال :(كنت أنتظرك عند حافة عمري لأودعك وأموت.. أنت تلك الجنية التي حملني إلى ذاتي فوجدتها.. كنت أحلم بك لا كنت أستحضرك في أحلامي قالوا بأنك سمراء على الرغم من أنني لا أراك إلا وتحوطك هالة من بياض السماء حتى أني ضيعت لونك في ضيائك.. بحثت عنك وإلى الآن لازلت أبحث ولا أجدني! ثم صمت متألما فقد وجدني أبحث عنك! 2

 عند المساء يختلط الأبيض والأسود وتختفي الألوان، هنا أسابق الزمن.. تتسارع اللحظات يغمض الرمادي عينيه لأسترخي وترفرف الأحلام بجناحيها فوقي فيعم البهيم، في الصباح أترك للشمس مسارات تخترقها بؤر من ضياء، تدغدغ أقداما من ياسمين لتصحو، وتسرق النوم من عيون السهد، فيغادر الحلم عيون الغارقين في وثير الأحلام وتبدأ الحياة

3

 قال في رسالته الأخيرة (تدق القلوب بأجراس الفرح ها قد جاء العيد ليوقظ الغبطة النائمة في سرير الهموم، يحاول إزاحة غبار الأحزان المتراكم في زوايا النفس. يحاول البزوغ في وطن العتمة.. والإشراق أوان السحر.. لكنني حين استقبلته طأطأ رأسه وصمت.. فالأماسي المختبئة في طيات الزمن.. والذكريات التي تنحت التفاصيل تذكارات مؤلمة أفشلت محاولات العيد في رسم لوحة للربيع في شتاء النفس الممطرة أبدا.. ونقش أحلام اغتالها الإحباط….. سامحيني سمرائي.. للأسف رفض القلب منحي فرصة لكتابة أفضل إليك في العيد

4

جارحةٌ هي دموع الحزن تخترق فؤادك وكيانك كبركانٍ ثائر لتمزق ما بقي في داخلك من مشاعر ولكنها الحقيقة الممهورة ببصمات اختيارك التاركة آثارا على صفحات الماء الرقراق في مآقيك هي الحقيقة التي تلوكك ألما وتشبعك وجعا وتلفظك صبرا وتتركك تصارع تيارات دواخلك التي ما انفكت سابقا تجبرك على التسامح وعلى تمرير المواقف على جبر الخواطر وتجاهل الموجع لخاطرك المنكسر أثناء وبعد الحب هي ذات الحقيقة التي ستجبرك اليوم على الانسحاب وبهدوء دون ضوضاء ولا تعبير عن ضجيج الثورة بداخلك صونا لكوة من ذكريات كانت ذات يوم في حياتك سمراء جميلة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :