- فسانيا :: مصطفى المغربي
تحت إشراف وتنظيم منظمة النور لتنمية وتمكين المرأة النازحة والمهجرة ، وبالشراكة مع السفارة الكندية وبالتعاون مع مكتب دعم وتمكين المرأة ، أقيمت بفندق فكتوريا بطرابلس ، ورشه العمل حول مهارات القيادة ، ضمن إطار مبادرة تمكين المرأة من أجل بناء السلام والقيادة الشاملة وحقوق الإنسان تحت شعار ( مشروع قادة التغير لبناء السلام ). الورشة استمرت لمدة خمسة أيام متتالية تولت التدريب فيها د.(ناجية العطراق) ، وأ. (إسعاد الفساطوي)، واستهدفت النساء اللواتي يتقلدن مناصب قيادية والعاملات في مختلف المؤسسات الحكومية ، ولناشطات وممثلات عن مؤسسات المجتمع المدني والمعنيين بحقوق الإنسان والمرأة ، بالإضافة لمشاركة من الرجال الناشطين في المجتمع المدني والمهتمين بالشأن العام من مختلف المناطق. وتركزت الورشة بشكل عام على تنمية مهارات القيادة ، وعلى وضع حلول لكل التحديات والعوائق التي تحد من تمكين المرأة في صنع القرار ، والتي أسفرت عن مبادرات تتعلق بالقضايا المحلية من قبل المشاركين في الورشة ، منها تختص بالتوعية في التعليم وبالانتخابات والتعريف بها ، الي جانب مبادرة تهدف لفتح مراكز تستهدف الشباب وربات البيوت ومحو الأمية ومبادرات استثنائية عن صنع الأمان ، وجرى خلال الورشة حوارات ونقاشات تمحورت على التحديات التي تواجهه المرأة على كافة الأصعدة . وحظيت الورشة خلال إقامتها بمتابعة ومشاركة نخب نسائية تقلدت ولاتزال وناشطات في العمل الاجتماعي والسياسي من أبرزهن د.(ليلى اللافي) ، وأ. (فوزية كروان) وأ. (هناء العربي) ، وعن ، أ.(نادية) ، د.(أمال المالطي)، أ.(سعاد بن غشير)، وسفيرة السلام (خيرية سكليح) ، وممثلة عن المفوضية العليا الانتخابات أ.(هاجر قرواش)، والناشطة السياسية د. (فيروز النعاس)
وَضْعُ حُلُولٍ لِكُلّ التّحَدّيَاتِ وَالعَوَائِقِ الّتِي تَحُدّ مِنْ تَمْكِينِ المَرْأةِ فِي صُنْعِ القَرَارِ
حيث استعرضن تجاربهن في العمل القيادي للمرأة وتقديم رؤيتهم في السلام وحقوق الإنسان والمبادرات المطروحة ، كما تميزت بمشاركة من قبل رئيس لجنة التوعية بالانتخابات المجالس البلدية بوزارة الحكم المحلى (سوف أبو روبية). وقالت رئيس منظمة النور لتنمية وتمكين المرأة النازحة والمهجرة د.(سرتية صالح) لصحيفة فسانيا : أن هذه الورشة هي أولى الورش التدريبية للمنظمة منذ بعثها سنة2017، وسيعقبها مباشرة ورشة عن أجندة المرأة والسلام وفق قرار مجلس الأمن 1325 وستتناول الكيفية التي تحدث بها المرأة التغيير للصورة النمطية عنها المرأة ، فالقرار 1325 جاء من أجل إشراك المرأة في صنع القرار وفي مفاوضات السلام ، ثم سنعمل على إقامة ورشة عن مبادئ الحوار والسلام والتي سيستهدف لها الشباب من الجنسين لعملية متكاملة ومتنوعة ، ونسعى خلال الفترة المقبلة لعقد مؤتمر بالتعاون مع وحدة تمكين المرأة بالمجلس الرئاسي وسنسعى بأن يضم المؤتمر القيادات النسائية التي تعاقبت على المناصب السيادية بليبيا خلال أكثر من أربعين سنة مضت وحتى المرحلة الحالية ، مع مشاركة المتميزين في الورش العمل التي نفذت وسيتم تنفيذها وتسبق المؤتمر ، سيتركز المؤتمر في محاوره على المبادرات التي طرحت في السابق لبلورتها في توصيات وتقديمها لصناع القرار لنرى النتائج على أرض الواقع ونلمس ما هدفنا من أجله في تمكين المرأة ومشاركتها في صنع السلام والقرار .
مُبَادَرَاتٌ خَرَجَتْ بِهَا الوَرْشَة مِنْهَا : إنْشُاء مَرْكز يُعْنَى بِصَقْلِ المَهَارَاتِ النّسَائِية ، وَعَنْ نِسْبَةِ مُشَارَكَةِ المَرْأةِ فِي الانْتِخَابَاتِ ، وَعَنِ التّوْعِيَة بِالتّعْلِيمِ ، وَمُبَادَرَةِ اسْتِثْنَائِيّة ( بُرْج الْأمَانِ)
وعن هذه الورشة قالت (صالح) : هي ضمن مشروع تمكين المرأة من أجل السلام وحقوق الانسان وهو من أجل إعداد قادة للتغيير وبناء السلام ولهذا كان محتوى الورشة مهارات القيادة ، من خلالها نحاول قدر المستطاع صقل النساء القياديات وخاصة أن النخبة الحاضرة للورشة تم اختيارها بعناية حيث أغلب المستهدفات لحضور الورشة متقلدات مناصب سيادية في مواقع عملهن ، وهي ليست مقتصرة على النساء فقط يتواجد معنا رجال لتعزيز المشاركة الفعالة في بناء السلام وإعداد قادة للتغيير ، وفي اختتام الورشة ستكون هناك ثلاث مبادرات المبادرة الأولى تهدف لإنشاء مركز يعني بصقل المهارات النسائية ويقدم المركز خدماته مجانا ، والمبادرة الثانية التي خرجن بها المشاركات من أجل إحداث تغيير عن ضرورة تكون نسبة مشاركة المرأة في الانتخابات تكون بشكل كبير ولا تقتصر على التخصيص ، والمبادرة الثالثة تعنى بالتوعية بالتعليم ، بالإضافة لمبادرة استثنائية تحت عنوان( برج الأمان) . وفيما يتعلق بتفاعل وتجاوب المشاركات المستهدفات للورشة
تَعْزِيز تَطْوِيرِ القدرات الشخصية قدر الإمكان
أوضحت المدربة وعضو هيئة التدريس بكلية القانون جامعة صبراتة (ناجية العطراق) : الورشة تتمحور في الأساس على مشروع قادة التغيير وبناء السلام و في اختتامها ، اتضح الاختلاف الكبير من اليوم الأول إلى اليوم الخامس في تفاعل وتجاوب المشاركات ، ولمسنا لديهم القدرة على التغيير وخاصة أن بينهم شخصيات نسائية قيادية قادرة على التغيير وصناعة السلام ، حيث أن في اليوم الأول تبين لي كمدربة نقاط الضعف ، وبالتالي تركز العمل عليها على مدار خمسة أيام ونجحنا من خلال الطرح الذي طرح عليهم ، واتضحت رؤيتهم التي تغيرت للأحسن مما أصبح هناك نظرة إيجابية ، وهذا أدى إلى تعزيز وتطوير من القدرات الشخصية قدر الإمكان .
نَحْنُ شُرَكَاءُ مَعَ الرّجُلِ وَنَسْعَى إلَى تَكَافُؤِ وَتَوْفِيرِ الفُرَصِ
وتحدث د. (آمال المالطي) عن تجربة تمكين المرأة في التعليم ودعمها وتجربتها في القيادة حيث أكدت أن : المرأة الليبية تملك من الامكانيات والقدرات الكبيرة سواء في المستوى العلمي أو المستوى الإداري أو الاجتماعي أو الفني وفي كل المجالات ، ولكن للأسف الفرصة لازالت غير متاحة لها بحيث تكون صانعة قرار ، موضحة (الماطي) أن المرأة تعمل وخاصة في وزارة التعليم على كل المستويات ولكن للأسف لا تصنع قرار ، ومن هذا المنطلق عملت وزارة التعليم في كيفية الاستفادة من امكانيات وقدرات المرأة في وزارة التعليم فتم أقتراح إنشاء مكتب يختص بالمرأة ، وبذلك يعتبر مكتب تمكين المرأة بوزارة التعليم أول مكتب لتمكين المرأة في المؤسسات الحكومية فكانت الخطوة الأولى من وزارة التعليم ، بعد أن تأسس مكتب تمكين المرأة بوزارة التعليم الذي كان بمعية مجموعة من السيدات من وزارة التعليم ومن مؤسسات المجتمع المدني قمنا بتكوين لجنة محددة الاختصاصات والمهام ثم قدمها وزير التعليم لتعتمد بشكل رسمي ، فالمكتب يرتكز على شيئين أساسيين أولها يتيح للمرأة الفرص غير المتاحة كانت في السابق لتمكينها في صنع القرار ونجحنا في هذا كوزارة التعليم ، حيث كان في السابق لا توجد إلا امرأة واحدة كمدير إدارة في قطاع التعليم والآن وصلنا إلى أكثر من 7 إدارات مديري إدارات كنساء على مستوى وزارة التعليم وفي الجامعات كانت توجد عميدة كلية أو اثنتان كامرأة والآن يوجد أكثر من 15 عميد كلية من النساء كذلك أصبح لدينا ولأول مرة بالجامعة وكيل للشؤون العلمية بجامعة طرابلس ، وعلى مستوى رؤساء الأقسام ، وازدادت نسبة مديرات المدارس ، كما قدمنا مقترحات في أن المرأة تشارك في كل اللجان التي تصنع القرار ونجحنا في هذا الشيء ولازال العمل قائما للتمكين .
نَسْعَى خِلَالَ الفَتْرةِ المُقْبِلَةِ لِعَقْدِ مُؤْتَمَرٍ يَضُمّ القِيَادَاتِ النّسَائِيّة الّتِي تَعَاقَبَتْ عَلَى المَنَاصِبِ السّيَادِيَة بِلِيبْيَا خِلَالَ أكْثَرَ مِنْ أرْبَعِينَ سَنَةٍ مَضَتْ وَحََتّى المَرْحَلَة الحَالِيّة
وعلى العموم نحن شركاء مع الرجل ونسعى إلى تكافؤ وتوفير الفرص التي كانت غير متاحة للمرأة لوضع استراتجيات لم تكن متاحة لتمكينها ، ونحن ندعم المرأة ليس لأنها امرأة أو تحيزا لها فالنساء شركاء في بناء المجتمع . وأشارت (الماطي) للصعوبات التي تواجه المرأة في القيادة والتي أرجعت أهمها أن المرأة هي في حد ذاتها لا تعي أهمية مشاركتها ونتيجة لعدم الثقة رغم كفاءتها إلا أنها تردد وتفضل أن تكون في الصفوف الثانية والثالثة ، فهي بحاجة للثقة في نفسها أكثر ولتوعية نفسها وخاصة بالقوانين التي تدعمها مثل قوانين العمل والقوانين بشكل عام فالمرأة الليبية لا عائق أمامها وليست هناك قوانين تكبلها بعكس بعض الدول ، بل إن هناك العديد من الدول التي تدعي أنها تعطي للمرأة مكانتها توجد فيها قوانين صريحة تعيق وتحد من تمكين المرأة ، فالقانون الليبي من أفضل القوانين الذي ينصف المرأة ، ولا أنكر وجود بعض القوانين التي تحتاج لمراجعة مثل قانون العقوبات والانتخابات والأحوال الشخصية
لقَانُونُ اللّيبِيّ مِنْ أفْضَلِ القَوَانِينِ الّتِي تُنْصِفُ المَرْأةَ ، بَعْضُ القَوَانِينِ الّتِي تَحْتَاجُ لِمُرَاجَعَة مِثْلَ قَانُونِ العُقُوبَاتِ وَالانْتِخَابَاتِ وَالأحْوَالِ الشّخْصِيّة
وأضافت (الماطي) قائلة : المرأة في ليبيا لاتزال في حاجة لدفعة من الثقة لتكون شريكا حقيقيا في بناء الدولة ، ولكن رغم الصعوبات والتحديات فالمرأة الليبية قوية ولكن المرأة في حد ذاتها لا تعي حجم وقدر نفسها ودورها المهم المؤثر القادر على إحداث التغيير لصالح المجتمع . وعن الورشة في مهارات القيادة وصناعة السلام قالت (المالطي) : حضرت في السابق العديد من الورش لكن صراحة هذه الورشة مميزة وما يميزها أنها ورشة ليبية صرفة من يدرب ومن يشرف ليبيون ، والأهم أنها مقامة في ليبيا ، وهذا نجاحٌ وتحدٍ لكل الظروف التي نمر بها في البلاد والتي تعلمونها ، فلذلك أوجه كل الشكر والتقدير للقائمين على هذه الورشة ، واختيارهم للسيدات كان رائعا في محله ومكانه ونأمل في الخروج بمبادرات ترى النور ونلمسها على أرض الواقع . وكان لفسانيا حوار مع إحدى المشاركات وهي معلمة العلوم ومدربة التنمية البشرية وسفير المعلم المتميز لعام 2018 (سهام إبراهيم السويح) والتي بادرت بالقول : حضوري للورشة كمتدربة مستهدفة من منظمة النور ودعوة كريمة من الدكتورة (سرتية صالح) وكنت سعيدة جدا بحضوري في هذه الورشة وجدت فيها نخبا كثيرة من النساء من القيادات والناشطات . ثم أشارت (السويح) لما أسفرت عنه الورشة من مبادرات كخلاصة الدورة أو الورشة بتقديم أكثر من مبادرة ، منها قصيرة المدى ومتوسطة وطويلة الأجل ، القصيرة المدى تعنى بالتوعية بالانتخابات بالمدارس وخارج المدارس لأن هناك جهل كبير من النساء وبعض شرائح المجتمع بضرورة المشاركة في الانتخابات ، والمبادرة الخاصة بضرورة التوعية في التعليم توعوية شاملة اجتماعية نفسية تعليمية تطويرية نستهدف فيها المدارس من الأساسي إلى الجامعة لتكون توعية شاملة ، ومبادرة تختص بفتح مراكز لاستثمار جهود ربات البيوت وأيضا تشغيل الشباب العاطل عن العمل الفتيات بالأخص ، فتح مراكز للتدريب ، لإعطاء دفعة قوية للاستثمار الاقتصادي عن طريق الشرائح هذه وتسليط الضوء عليها وفتح آفاق أخرى لتطوير النساء في ليبيا ، وهناك المبادرة الاستثنائية طويلة المدى وهو درس استفادت منه بعض الدول الأوربية التي عانت من أزمات وحروب وكوارث طبيعية ، وتتضمن المبادرة بناء برج للأزمات وأطلقت عليه (برج الأمان) ، برج يبنى في المناطق والمساحات الفارغة الشاغرة في البلديات المستقرة والآمنة والبعيدة عن مناطق الاشتباكات والتوتر الدائمة ، برج يبنى بجهود السلطات المعنية في الدولة ، يحتوي على مراكز خدمية متكاملة ويكون بمبالغ رمزية يتم فيه تشغيل العاطلين عن العمل والنساء اللواتي يحتجن لعمل ربات البيوت أصحاب المشاريع الصغيرة ، والاستفادة من مدة تواجدهم بالبرج ، ويكون مبنى تركيب جاهز به شقق خاصة بالأزمة تأوي النازحين من العائلات بسبب وقوعها في مناطق التوتر ، وبذلك نحقق استقرارا أمنيا اقتصاديا ونفسيا مؤقتا ، وبل وينتج عنه ريع يعود بالنفع على البلدية المقام بها البرج ويستثمر لصالح المنطقة . وعن تلك المبادرات وكيفية أن تنجز وتحقق أوضحت (السويح) : أنه تم تشكيل فرق خلال الورشة لتنفيذ وإظهار هذه المبادرات وبالفعل بدأ الشغل عليها قبل أن تنتهي فعاليات الورشة وهم من مختلف مناطق ليبيا . وأشكر صحيفة فسانيا على إتاحة هذه الفرصة ولمواكبتها فعاليات هذه الورشة الهامة .