سالم أبوظهير
الدكتور أحمد الحضيري، الأستاذ بقسم الهندسة المدنية في جامعة سبها ، أنجز ورقة بحثية عنوانها ” النقل والمرور في مدينة سبها الحالة الراهنة وآفاق المستقبل” ، حاول فيها تشخيص حالة النقل والمرور في المدينة، وبين جوانب القوة والضعف والفرص والتحديات. وسلط الضوء على أهم الجوانب التي يمكن أن يستفاد منها في تحسين أوضاع النقل والمرور في المدينة.
أشارت الورقة، إلى أن حركة المرور تتركز خلال الصباح، وعند بداية ونهاية اليوم الدراسي في وسط مدينة سبها، ، بسبب وجود الأنشطة الخدمية والمصارف التجارية، وتحديداً في الشارع الواسع ، و شارع جمال عبد الناصر، . وتتركز في المساء على الطرقات في المناطق التجارية. وهذا (بحسب الورقة) أثر بدرجة سلبية كبيرة على أداء كافة الخدمات والمرافق العامة بالمدينة.
الورقة قيمة جداً ، فقد كشفت كثيراً من جوانب القصور، في منظومة التنقل والمرور ، داخل سبها ، ولم تتوقف عند الكشف ، لكنها اقترحت توصيات مهمة التي لاشك أنها ستفيد صانعي السياسات في بلدية سبها ، لو كانت النية خالصة من طرفهم لحل مشاكل الاختناقات والازدحام، وتعثر حركة النقل والمرور بشكل عام في مدينة سبها.
من بين جوانب القصور، في حركة النقل والمرور في سبها ، محدودية الإشارات الضوئية رغم أنها تعمل بشكل جيد، ومحدودية نقص العلامات المرورية والتخطيط الأرضي وخطوط المشاة، وعدم توفر أي نوع من أنواع وسائل النقل العام والجماعي، بين مناطق وأحياء المدينة، والاعتماد في التنقل على السيارات الخاصة. وعدم تقيد وعي بعض المواطنين بقواعد وآداب المرور. وسوء تصميم مداخل ومخارج معظم محطات الانتظار، وهذا قلل من قدرتها الاستيعابية.
من جانب آخر أشارت الورقة، إلى أن حركة نقل الشحن والسلع، تستخدم الشاحنات كبيرة الحجم، فتتوقف أمام محلات البيع بالجملة أو القطاعي أو في مناطق التخزين، وتسهم في خلق مزيد من الاختناقات ، وإرباك حركة السير، واستخدام هذه الشاحنات لذات الطرق المستخدمة في انتقال المواطنين.
رصدت الورقة عدد من نقاط الضعف في حركة المرور بسبها ، تتعلق بالبنية التحتية ، كعدم وجود مخطط حديث خاص بالنقل والمواصلات، وعدم وجود برنامج للنقل العام والنقل الجماعي داخل المدينة. وعدم وجود مراكز خاصة لتخزين السلع وتجارة الجملة.
أوصت الورقة بضرورة أن تسرع بلدية سبها ، في وضع برامج للصيانة الدورية وإعادة تأهيل شبكة الطرق في المدينة،ورصف الأجزاء الواقعة ضمن حدود المخطط الشامل للمدينة ، كما ينبغي التركيز على إدخال المنظومات الحديثة في مجال إدارة وتنظيم المرور، وإدخال الميكنة الإدارية والإلكترونية.
لم تغفل الدراسة في توصياتها بضرورة الاهتمام بالتوعية والتثقيف والإرشاد المروري عبر وسائل الإعلام والمناهج التعليمية ، وأيضا على ضرورة التشجيع على إجراء الدراسات والأبحاث المتعلقة بحركة المرور.