أحمد المكي
يقف أعلى ظهر قطعة بحرية – يتفاوض على تسليم نفسه لعرض المتوسط. يشعر بضمورٌ عصبيٌ ينساب على مستوى دماغه؛ لعدم قدرته على حساب التفاوت الزمني بين الصورتين: فيمين المشهد، يرى إلى شمال مشتعل في ليله ونهاره… يشاهد عالمٌ من الضوء ينهض أمامه – لا قدرة لمخيلته البائسة على تشكيله. وعلى الجهة المقابلة، حيث أدار وجهه إلى الجنوب، قبل أن يغمض عيناه؛ محاولا التقاط مشهدٍ من هناك… وفجأة، بعيد لحظات؛ من شعوره بأن للموت خصيتان و رأسٌ بقضيب، وعشرة أطفال طائعين يبحثون حياة.
توقف مذعورا عن ما كان يفعله، فتح عيناه، بصق في يده… رفعها إلى السماء مرددا: ” ارحمهم يا أبتِ، فهؤلاء قد تورطوا في التاريخ
اثر
وشاية الجغرافيا،
ارحمهم “.
المشاهدات : 863