- نعيمة اقوية
كتبت رسالة الى جدي ونسيتُها أذكر اني كتبت فيها…
قبل أمد بعيد سكن شبح عظيم بدن الحلم …وردد بصوت وعيد.. استطيع ان احكم حول معصميك وثاقاً أستطيع ان انتزع من مقلتيك- في خلوة- لهفة الحنين. واندفاعة الأمل ….فأنت تولول كثيراً وأنا لا أُطيق الضجيج.. !
بعد امد قليل استفاقت في الجسد الواهن صحوة الفاجعة فركضت في اوصاله نبوءة اغتسلت بماء اليقين لدغته كأنها حية رقطاء خبيرة في تتبع روائح الموت لا لتأخذك اليه بل لترشدك لتتحاشاه رقطاء من العالم (الفوقي ) لعوب لا ترتفع عن هامة السماء الا لتختبئ في نتوء سحابة على وشك هطول!…رقطاء تزحف ببطنها في الفضاء وكأنها تطير. لدغتُها كانت (ماكنة) اندسّت في اوداج الجسد الهزيل ووسمته بسر خفي …وشوشت في قلبه ان جذوة سادسة في سبيلها اليك فامنحها سيماء رماد عينيّ جدك…نعم يا جدي فعينيك الرماديتين -التي اكتسبت جيناتي شيئاً منها-..مُلهمة…بقدر ماهي مُبهمة ..الرماد ملهم كما عينيك ايها الجد الغالي ففي الفضاء تلمع الجذوة من انعكاس عينيك …انكسر فيها الضوء فانقشعت العتمة …لا تستهين يا جدي بالأجساد الهزيلة حين تبتلع قنبلة الصمت …ففي غضون فسحة من الوقت ستنفجر وسيكون انفجارها مهولاً…ها هي الجذوة في حضن الجسد الذي ترنح طويلاً قبل ان تنثال عليه الصحوة ويتذكر.
نحن لا ننسى أبداً يا جدي ولذلك نحن نكتب ونحفر أخاديد في ارواحنا قبل ان نحفرها على الورق.. تذكر من عليائك يا جدي ان تُذكرني ان احرص على استفاقة الحلم. ولا تنسى بأن تذكرني بأن امتثل لمشيئة الرماد وأكتب..!