مطرُ حامض

مطرُ حامض

  •  عبدالمنعم محمد

الحديقة واسعة جدًا

بُترت أشجار التفاح

حتى لا تقع خطيئة أخرى

منذ صعودي إلى السماء

وأنا أتحاشى الاصطدام بالنيازك

التي ترتطم بأقدام

الراسخين في الحب والتأمل

قابلت دانتي والمعري

يتشاجران على شبرٍ من الشعر

دانتي يقول : هذا شبري أبا العلاء

والمعري يرفع عينيه

التي يرى بها مالا نراه قائلًا :

” والذي حارت البرية فيه

حيوان مستحدث من جماد”

أما شكسبير فغارق إلى أذقانه

يجر فراشه يريد أن ينزل

داخل أنفسنا ويفضحنا

هوميروس لم يبن الأولمب على أكتافه

أمره زوس أن يزوجه من البشر

ويهب له قطيعًا من الأغنام المخلدة

من يومها لم تكن القرابين ترضيه

أمر سحرته وأبناءه من الآلهة الصغرى

أن تقام الحرب لأجلك يا هلين

ما أجملكم أيها الشعراء !

ترسمون نبوءات تتحقق في التو

ما أجملك أيتها البهية ! 

وأنتِ رمز كبير يجوب أقطار العالم

يستوطن ألسنة الشعراء والنقاد

على المقاهي العتيقة وسط ثرثراتهم

هلين لم تقتل أحدًا

زوس كان طامعًا فيها

كسب من ورائها جنانًا وأسياخًا

ونساء وحوريات ومعارك حربية

ونفطًا وبحورًا وأنهارًا من خمرٍ

خلدته إلى أبد الآبدين

ما أقبحك أيها الإله العفن !

ما أقبحك يا جبل الأولمب !

في البدء كنت كومة تراب

نزل عليك المطر

صُنع منك الطوب اللبن

ثم الطوب الحجري

بُنيت منك منادر

وقاعات ضيافة

جلس فيها رجال ذو شوارب فخيمة

يضربون بُطُون من لا ظهور لهم

يفرقون بين المرء وزوجه

يخربون علاقات الحب البريئة

التي كانت مصدرًا لبكاء الطبيعة

وصعود دموعها تنسم على أنياب

لا تعرف إلا الدماء بحورًا

تهبط الأرض مختلطة

بالطوب والنار والبشر

حارقة كل شيء

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :