حوار :: ربيعة حباس :: تصوير :: حسام تركية
جهود تبذل على مستوى الدولة و على مستوى مؤسسات اجتماعية و على مستوى خيرين ، و جميعها تصب في نقطة واحدة وهي عودة اهالي تاورغاء بشكل يحقق لها و لمصراتة ما يضمن الحقوق وفق القانون ..
حوار اجريناه مع معالي وزير الدولة لشؤون المهجرين والنازحين السيد يوسف جلّالة الذي أجاب فيه عن تساؤلات يرددها المواطن و اخرى حُّملنا أياها متضررون من التهجير والنزوح وكانت اجاباته التي بين ايديكم
كيف تقيم المدينة حسب ما رأيتها..؟
المدينة مدمرة بالكامل و اعادة الاعمار تحتاج وقت طويل وميزانيات وخطة مستقبلية تكلف بها الدولة ذوي الاختصاص ، في البنية التحتية والتعليم والصحة والاسكان ……الخ وهذه القطاعات مكلفة لتقوم بواجبها لاستقبال السكان في الاشهر القادمة ان امكن لها ذلك
كم نسبة تهيئة تاورغاء لاستقبال ابنائها ..؟
التهيئة الحالية مبدئية حقيقة ، تمثلت في ازالة السواتر الترابية و فتح الطرقات والشوارع من قبل شركة الخدمات العامة فرع مصراته والشركة العامة للكهرباء وتحت اشراف وزارة الحكم المحلي بحكومة الوفاق وبحضور شخصي و اشراف مباشر من معالي الوزير بداد قنصو .
كم تتوقع من الزمن لاكتمال و لو نصف التهيئة..؟
تحتاج سنوات طويلة ، رغم وجود بعض المنازل التي يمكن لاهلها صيانتها واللجوء اليها ، واذا فعلوا ذلك فستكون هناك حركة اعمار و لو بسيطة داخل المدينة ، أمّا تحرك الدولة فيحتاج خطة و ميزانية كما قلت و كما نعلم حاليا الدولة لا توجد فيها اموال .
هل وضعتم ميزانية و لو تقديرية ..؟
لا لم نضع الميزانية ، فهذه مناطة بذوي الاختصاص و كل حسب مجاله يعد دراسته ويقدمها للحكومة مرفقة بميزانية تقديرية.
ماذا عن الصندوق الذي تم الاتفاق عليه ..؟
صندوق الاعمار من ضمن بنود الاتفاق المبرم بين المدينتين ، تساهم فيه الدول المانحة الى جانب الدولة الليبية و رجال الاعمال و الخيرون ، هذا الصندوق اذا تم دعمه سيساهم بشكل كبير في اعادة اعمار المدينة .
ما تعليقك على اعلان الرئاسي يوم 1 فبراير موعد لعودة اهالي تاورغاء الى مدينتهم..؟
الموعد كان الامل الذي ينتظره كل الليبيين وكل العالم لانهاء المعاناة ، فهذا الملف ازعج الجميع و أخذ وقتا طويلا ، فقد عانى الناس الويل 7 سنوات من التهجير في كثير من مناطق ومدن ليبيا ، والموعد جاء بعد الجلوس والتشاور بين الطرفين (مصراتة و تاورغاء) على مدى سنتين تم الاتفاق بينهم على العودة وبعد التوقيع واعتماد الاتفاقية من قبل الرئاسي تباحثنا مع السيد الرئيس فائز السراج في آلية تطبيق الاتفاق و تم تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذه و عقد اجتماع برئاسة السيد الرئيس فائز السراج وحضره عميد بلدية مصراتة و احد الاعضاء و وزير الحكم المحلي و رئيس المجلس المحلي تاورغاء و لجنتي الحوار و آمر المنطقة العسكرية الوسطى المناطة بتأمين المنطقة و لجنة الحوار واتفقت الاطراف على تحديد الموعد المذكور، و صيغ الاعلان و اعلن ع التلفاز بحضور محافظ مصرف ليبيا المركزي ، وكان الامل 1 فبراير يوم العودة واليوم الذي تفتح فيه تاورغاء لاستقبال اهلها و لكن حدث ما حدث قبيل ساعات من دخول ابناء تاورغاء المدينة مساء الاربعاء يوم 30 يناير، حيث هاجمت مجموعة مسلحة و اعترضت الناس التي تعمل على تهيئة المكان و انهاء القضية ومازالت النتيجة سلبية رغم المجهودات المستمرة ونتوقع خيرا قريبا .
هل تعتبر قضية تاورغاء من قضايا التهجير القسري ..؟
مؤكد فما حدث لمدينة تاورغاء وتهجير اهلها بالكامل يوصف و يعد تهجيرا قسريا لان في بقائهم خطر على حياتهم ، وهذا الملف ترتب عليه قضايا اخرى اجتماعية و اقتصادية وغيرها من القضايا والمشاكل التي اثقلت كاهل الدولة و المدن التي نزح إليها التاورغيون .
ما رأيك في شرط مصراتة المتمثل في تسليم المطلوبين من ابناء تاورغاء ، مقابل السماح بدخول المدينة و هل طالبتم بنسخة من القائمة توضح اسماء وعدد المطلوبين..؟
هذا الشرط لازال عائما و غير واضح ، وطالبت وزارة العدل و النائب العام بالقائمة و الى الان لم يستلموا ما يوضح الاسماء وعددها ، وقد اكدت وزارة العدل والنائب العام استعدادهما لاتخاذ الاجراءات اللازمة ، علما بأن الجميع حتى اهالي تاورغاء اكدوا انهم لن يتستروا عن أي شخص مطلوب موجود بين ايديهم اذا ثبتت ادانته.
هناك من رهن عودة اهالي تاورغاء الى مدينتهم بعودة نازحي بنغازي و درنة ..فما ردكم على هذا..؟
ملف بنغازي يختلف عن ملف تاورغاء . ملف بنغازي مرتبط بالوضع و الانقسام السياسي الذي له تأثير كبير على عودة العائلات من عدمه ، و حتى ان طلبنا من الاسر النازحة العودة لن تقبل في الوقت الحاضر طالما يوجد الطرف (س) مسيطرا على المنطقة او المدينة ، و مع ذلك نسعى لتقديم الدعم المادي و الانساني للنازحين على حد سواء من خلال لجنتهم المتفقين عليها .
هناك تلويحات و تلميحات بتدويل ملف تاورغاء ، كيف سيكون موقفكم اذا حدث هذا..؟
نأمل الا نصل الى هذا الامر فمصراتة و تاورغاء جيران و يجب ان يكون الحل ليبيا صرفا ، وعلى الجارين تقدير الموقف و مساعدة المجلس الرئاسي وحكومته للوصول الى حل و باقتناع و ليس بالضغط والقوة فذلك لن يجني إلّا مزيدا من الاضرار والانتقامات الفردية و الجماعية .
ما الجديد لديكم كلجنة مشتركة خاصة بعد الاحداث الاخيرة..؟
تحول الحوار الى مصراتي مصراتي فالاعتراض على العودة و القبول اصبح مصراتيا صرفا و تشكلت لجنة محايدة وهي بصدد زيارة مخيمات تاورغاء في منطقة القطف.
كيف يمكن تحقيق نتائج طيبة و واقعية ..؟
الامن والمصالحة الوطنية ، فبهذان العنصران يرجع المهجر والنازح وهذا ما نخوض فيه في ملف مصراتة تاورغاء الذي لم يتدخل فيه طرف ثالث عدا الامم المتحدة التي كانت راعيا لوجستيا و تكفلت بتغطية مصاريف جبر الضرر والبحث عن المفقودين و التأمين الصحي ووفت بهذا الالتزام ولكن لازال الحال كما هو عليه