يعاني متعايشو الإيدز في الجنوب من الوصم والتميز نظرا للترابط والتقارب بين المدن الصغيرة في الجنوب, بعكس المدن الكبيرة وهو مايجعل الكثير منهم يخفي إصابته, وهم الآن في انتظار افتتاح مركز يقدم لهم الدعم النفسي والمشورة.
وبحسب إحصائية لجنة مكافحة الإيدز بسبها أنه في العام 2013 سجلت 75 حالة متعايش مع الإيدز, تم رصدتهم من خلال المختبرات الطبية عند إجراء تحاليل الوبائيات عند استخراج الشهادات الصحية .
قال محمد أحد متعايشي الإيدز في الجنوب في اتصال هاتفي لصحيفة فسانيا “أصبت بالإيدز في العام 2008 وبعد معرفة المحيطين بي بإصابتي أصبحت أعاني الوصم والتميز فهم يخافون حتى من مصافحتي وهذا يزيد من حجم المعاناة “.
وأضاف أن ” العلاج متوفر ونتحصل عليه بشكل شهري من المركز الوطني لمكافحة الأمراض في سبها لكن هناك نقص أحيانا في التحاليل منها تحليل نسبة الفيروس في الجسم وتحليل قوة مناعة الجسم ونتيجة هذه التحاليل يتم تحديد مستوى العلاج”.
وأضاف محمد “نحتاج إلى توعية أكثر عن المرض لأن هناك خوف مبالغ فيه من الناس فيما يتعلق بالمرض وهذا يجعل هناك صعوبة كبيرة في الحصول على فرصة عمل “.
وأضاف “نحتاج كذلك إلى مركز أو جمعية في الجنوب تقدم لنا الدعم النفسي ومتابعة حالتنا الصحية وتدليل كافة الصعوبات التي تواجهنا “.
ومن جهته قال محمد حسين عضو لجنة مكافحة مرض الإيدز في سبها أن “عدد الحالات المسجلة لمتعايشي الإيدز في الجنوب العام الماضي بلغت 75 حالة “.
وأضاف أن ” لجنة مكافحة الإيدز في سبها تساهم في نشر التوعية بالمرض والحد من انتشاره من خلال إقامة الندوات والمحاضرات التي استهدفت عديد شرائح من المجتمع “.
وأضاف حسين “يعاني المتعايشون مع الإيدز في الجنوب من عدم وجود مركز يقدم لهم الدعم النفسي لأن أغلب المتعايشين يقومون بإخفاء مرضهم بسبب النظرة السلبية لهم من أغلب فئات المجتمع مما يجعلهم يسافرون إلى طرابلس لطلب العلاج والتحاليل”.
وأضاف “بسبب الوصم والتميز للمصابين بالإيدز في الجنوب لايقوم المتعايش بإجراء التحاليل بنفسه ويتم التعرف على المصابين من خلال التحاليل التي تطلب من عديد الجهات مثلا عند استخراج شهادة صحية أو عند إجراء الفحص قبل الزواج “.
وأضاف أن “أغلب المتعايشين مع الإيدز تكون حالتهم النفسية صعبة منها رفضهم تلقي العلاج وأتذكر حالة متعايش كبير في السن أصيب بالمرض و ساءت حالته إلى أن توفي منذ فترة بسبب حالته النفسية الصعبة”.
ومن ناحيته قال الدكتور حسين بن عثمان,مدير إدارة مكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسيا في اتصال هاتفي لصحيفة فسانيا إن ” الوصم والتميز في المدن الصغيرة مثل الجنوب يكون كبيرا باعتبار أنهم مجتمع مترابط بعكس المدن الكبيرة يكون فيها الوصم بنسبة أقل “.
وأضاف أن ” الإدارة ستقوم بفتح عيادة لتقديم الدعم النفسي والمشورة للمتعايشين مع الإيدز لكن بسبب الوضع الأمني للجنوب تم تأجيل الافتتاح ونتمنى أن تستقر الأوضاع في أقرب وقت حتى يتسنى لنا إرسال فريق خاص بالعيادة إلى هناك”.
وأضاف الدكتور عثمان ” ضمن برنامج الرصد للمتعايشين مع الإيدز في ليبيا قد وصل لأكثر من 12 ألف متعايش “.
ومن جهته قال الشيخ محمد مختار, رئيس قسم الوعظ بوزارة الأوقاف سبها لصحيفة فسانيا إنه ” ليس للمخلوق أن ينزل البلاء بنفسه أو يرفعه عن نفسه إلا بمشيئة الله تعالى فما على الإنسان إذا نزل البلاء إلا الصبر “.
وأضاف أن ” البلاء ماهو جسدي وماهو نفسي فالجسدي منها ما هو وباء كالأمراض المعاصرة مثل الالتهاب الكبدي والإيدز, وبالنسبة للإيدز أثبت الطب الحديث أنه ليس من الأمراض المعدية بالاختلاط كالمعاملة معه والجلوس معه والأكل معه “.
وأضاف مختار أن “انتقاله بالأشياء المحرمة كالاتصال الجنسي أو بنقل الدم لذا فلا ينبغي أن نعامل مريض الإيدز معاملة نفور ونشعره بأنه منبوذ في المجتمع أو نعامله كأنه مؤذٍ أو مُعدٍ فهذا يتنافى مع التعاليم الإسلامية “.
وأضاف ” ينبغي أن نعامل جميع المرضى ومن بينهم مريض الإيدز معاملة عطف وأن نخفف من معاناتهمبحسن المعاملة وبالكلمة الطيبة وأن نعاملهم كالأصحاء فنصف العلاج كلمة طيبة وراحة نفسية “.