مقاربة حول استنطاق الليبين من خلال الملتقى الوطني الجامع

مقاربة حول استنطاق الليبين من خلال الملتقى الوطني الجامع

  • محمد عثمونة

 أريد التنبيه في خاتمة كل ما كُتب تحت هذا العنوان . وإضافة تكملة نهائية لكل ما تم طرحه فيما سبق . بأن كل الجهود التي تبذل لإخراج الملتقى الوطني الجامع إلى دنيا الواقع . بدءًا من التحضير لانعقاده . والسعي نحو توسّل كل السبل لإنجاحه . بهدف الوصول من خلاله إلى مخرجات إيجابية , في هيئة أفكار منتجة . تستطيع ليبيا والليبيون ومن خلاله تفريغ هذه المخرجات في محسوسات على دنيا الواقع . في صورة أجسام تظهر كمؤسسات وأطر وهيئات متنوعة . تستطيع بها وعبرها مخرجات هذا الملتقى الوطنى من التفاعل مع هذا الواقع المأزم . الذي تعانيه البلاد . بهدف تفكيك عقده المستحكمة وقضاياه المستغلقة . كل هذا – في تقديري- سيفقد كل فعاليته ولا يعول على مردود إيجابي منه . إن لم تُزرع هذه المخرجات . مؤسسات . أطر. هيئات . إلخ . داخل بيئة اجتماعية تحمل خصائص إيجابية مُحفرة . تحّتضن هذه الأجسام وتتقبّلها وترعاها وتهذبها . فتنمو هذه . ويشتد عودها وتسّتوي. وتكون بذلك ذات مردود وإنتاجية عالية في خدمة البلاد . فالحاضنة في تقديري ودائما لن تكون حيادية . بل الحاضنة تصير ذات مُحفّز إيجابي . إذا تعاطت – في حالتنا الليبية – مع مخرجات المؤتمر الجامع . على نحو يستحث ويستنهض طاقات هذه المخرجات . كي تتمكن بها في مؤسساتها وأطرها إلخ . من الولوج إلى داخل استغلاقات واستحكامات تأزمنا المُريع . على نحو يساعدها على احتواء وتفكيك هذا التأزم . أما إذا كانت عكس ذلك . فهي حاضنة ذات محفز سلبى . وإذا كان في حالتنا الليبية هذه . ليس من بدّ . إلا بالذهاب نحو طرابلس , بمخرجات الملتقى الوطني الجامع , وتوّطينها هناك . فهنا يجب أن أقول . وبالاتكاء على الواقع الموضوعي . لابد من خلق وصناعة مُحفّز إيجابي خارجي . من خلال حاضنة اصطناعية . تقوم بمساعدة ودعم مخرجات الملتقى الجامع – فيما أنتجه من مؤسساته وأطره – في تخطي ما قد تصادفه من عوائق وعقبات . مع بداية خطواته الأولى في بيئة طرابلس الاجتماعية الواسعة . التي تبيّن من خلال الواقع المعاش . وبقول بالغ التهذيب . بأن هذه البيئة الاجتماعية . لا تمتلك المحفزات الإيجابية . التي يحتاجها هذا الفعل التاريخي في هذا الزمن التاريخي . فهذه البيئة الاجتماعية الواسعة . لو كان النزوع الإيجابي سمة من سيمات شخصيتها . لظهر ساطعا كسلوك عفوي . في تعاطيها مع هذا الذي تمور به هذه البلاد مند نهاية شتاء 2011 م . والتي تحتل فيه هذه الجغرافيا الاجتماعية . مسمّى العاصمة . ولكانت وفّرت بذلك الكثير من الجهد والوقت والمال على ليبيا والليبيين . بل – في تقديري- لقد تم اختطاف هذه البيئة الاجتماعية الحاضنة للعاصمة باكرا . من قبل طرف دولي* . وها نحن نشاهده يستخدمها كفخ . يسّتدرج له الموارد الليبية بجميع وجوهها بما فيها البشرية . بغرض استنزافها وتدميرها هناك . فالبيئة الاجتماعية لعاصمة البلاد . يجب أن تكون وبالضرورة أكثر نضجا وفعالية في سلوكها المنحاز للبلاد . عمن سواها من مُدنه الأخرى . استنادا على حجم الاستثمار المسّتقطع لصالح العاصمة , من موارد البلاد . بما يزيد بالكثير . على من سواها من الاستقطاعات . لغيرها من مُدنه وقراه وأريافه . في مجالات الحياة عامة . تعليم . صحة . اتصال . ثقافة . تجارة.. إلخ . بل تتخطاه من الضروري إلى الكمالي الترفيهي . غير المتوفر في الهوامش والأطراف . وهنا يجب أن أقول بأن هذا الاستنتاج لا يذهب في اتجاه معاكس . إلا بوجود خلل ما في هذه البيئة . فمثلا لو ذهبنا إلى البيئة الاجتماعية الحاضنة لعاصمة الجزائر. الجزائر . . نجد حضور هذه السِمه الإيجابية على نحو ظاهر , وبإيقاع مرّتفع . في سلوك وتعاطي تلك البيئة الاجتماعية . مع شأنها الحياتي في اليومي منه وفى غير اليومي , في الحدث الجلل منه والاعتيادي . كل هذا جعل من تلك البيئة . لا تنّتظر تحفيزا أو استنهاضا من أحد . بل استحثت واستنهضت ذاتها من خلال نُخبها . فغصّت شوارعها وميادينها بالجموع المطالبة بتنحي مؤسسة الرئاسة وجهازها التنفيذي . عندما أحسّت العاصمة بعجز هذه المؤسسة وجهازها التنفيذي عن إدارة البلاد على نحو منتج وبنّاء . ولم تكف الجزائر العاصمة عن ملاحقة مؤسسة الرئاسة بالمطالبة . عبر حراك شعبي دام أكثر من شهر . حتى تنحى الرئيس وإدارته . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة . يقول : كيف ولماذا نجح استثمار الجزائر في الجزائر . وأخفق استثمار ليبيا في العاصمة ؟. ولكن دعونا نتساءل على وجه آخر فنقول . هل يرجع حُضور الجزائر في الجزائر . إلى استدراج الجغرافيا الجزائرية إلى مِرّجل صهر وصياغة الشخصية الجزائرية . مما جعلها أحد مكوناتها الرئيسية . فشاهدنا حضورها الطاغي في الشارع الجزائري وهي تعلن جهرة انحيازها للجزائر جملة وتفصيلا ؟ ولكن هل استدراج الجغرافيا إلى مِرجل صهر وصياغة الشخصية الوطنية . يتم في وجه من وجوهه . عبر الذهاب نحو إفساح حيّز كافٍ داخل متن الدستور للجغرافيا . للإشعار بأهميتها واعتبارها أولوية أساسية في نصوصه . كما ألمحّنا في الجزء الثاني من تحت هذا العنوان . . *هي تلك الدولة النافذة التي حشّدت واستنهضت تضامنا دوليا يساند ويدعم عدم موافقتها على نقل إدارة ومقر مؤسسة النفط الليبية إلى خارج مدينة طرابلس الواقعة تحت قبضة المليشيات . وكان لها ذلك . رغم تضرر الليبيين من ذلك. وهي ذات الدولة التي ظهرت بكامل هيئتها كصورة خلفية لمدير مؤسسة النفط . وهو يهدد ويتوعد حراك فزان الوطني . بإنشاء منطقة خضراء داخل حقل الشرارة . قوامها تلك الخضراء حشد من مرّتزقة من ذات الدولة . حدث هذا عندما اتخذ حراك فزان من حقل الشرارة النفطي منصّة له يعرض من خلالها مطالبه الوطنية ويبين من خلالها مسببات الحراك ودوافعه . البانوسى بن عثمان الجنوب الليبي في : 5-4-2019 م . السيد رئيس التحرير المحترم .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :