Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/fasaneao/public_html/wp-content/plugins/seo-optimized-images/seo-optimized-images.php on line 135

Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/fasaneao/public_html/wp-content/plugins/seo-optimized-images/seo-optimized-images.php on line 136

Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/fasaneao/public_html/wp-content/plugins/seo-optimized-images/seo-optimized-images.php on line 148

Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/fasaneao/public_html/wp-content/plugins/seo-optimized-images/seo-optimized-images.php on line 151

مكرونة بالترامادول تذهب عقل أحمد

مكرونة بالترامادول تذهب عقل أحمد


Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/fasaneao/public_html/wp-content/plugins/seo-optimized-images/seo-optimized-images.php on line 135

Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/fasaneao/public_html/wp-content/plugins/seo-optimized-images/seo-optimized-images.php on line 136

Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/fasaneao/public_html/wp-content/plugins/seo-optimized-images/seo-optimized-images.php on line 148

Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/fasaneao/public_html/wp-content/plugins/seo-optimized-images/seo-optimized-images.php on line 151

Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/fasaneao/public_html/wp-content/plugins/seo-optimized-images/seo-optimized-images.php on line 211

Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/fasaneao/public_html/wp-content/plugins/seo-optimized-images/seo-optimized-images.php on line 212

Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/fasaneao/public_html/wp-content/plugins/seo-optimized-images/seo-optimized-images.php on line 211

Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/fasaneao/public_html/wp-content/plugins/seo-optimized-images/seo-optimized-images.php on line 212

تقرير : زهرة موسى

كان جالسا في زاوية غرفة مظلمة ، مقيد اليدين و الأرجل ، علامات الوهن و الضعف تسكن ملامحه ، نظراته تائهة في السقف ، يبدو غارقا في عالمه الخاص ، الذي لا نملك أي فكرة عنه أحمد شاب ثلاثيني في ريعان شبابه ، و لكن حينما تراه للوهلة الأولى تعتقد بأنه في خريف العمر ، ضعيف البنية ، نحيل الجسد ، هو كثلة من العظام والجلد .

تقول والدته ” إن أحمد درس حتى تحصل على الشهادة الإعدادية وعانى من مرض عضال آنذاك منعه من أن يكمل دراسته، فاتجه إلى حفظ ودراسة القرآن الكريم حتى ختمه.

التحق أحمد كغيره من شباب البلاد إلى العمل مع الكتائب العسكرية ، بعد الثورة في عام 2011 ، و انظم بعد ذلك إلى القوات الخاصة الصاعقة تحت إمرة “أبو خمادة ” و استمر معهم في العمل لعدة سنوات ، ولكن بسبب ظروفه المادية ابتعد عن الساحة العسكرية، و قرر العمل في مجال آخر كمدني.

كان أحمد يطمح أن يتزوج من خطيبته التي تقطن بنفس الحي الذي يسكنه، و أن يستقر و يؤسس عائلته الصغيرة ، ولكن الظروف لم تكن في صالحه أبدا. أفادت ” كان معظم شباب المدينة يهاجرون إلى العاصمة للبحث عن وظيفة و حياة أفضل ، فقرر أحمد أن يسافر كأقرانه إلى طرابلس، و بالفعل وصل إلى هناك رفقة أصدقائه ، واستأجروا منزلا هناك ، و بفضل بعض أصدقائه تحصل على عمل بأحد المطاعم ، و كان سعيدا جدا بهذا الإنجاز.

ومن هنا بدأت معاناته فكان أحمد يسكن في شقة مع أصدقائه ، ولكنهم كانوا يكيدون له في الخفاء، و يضمرون له الشر ، وهو كان يعاملهم بكل ود. في أحد الأيام بعد أن مر قرابة الأسبوع على وصولهم للعاصمة ، عاد أحمد من العمل متأخرا فتناول وجبة العشاء ” مكرونة ” وكانت هذه الوجبة التي غيرت حياته جذريا ، و قلبتها رأسا على عقب.

أكمل أحمد وجبته ، ولكنه بدأ يتصرف بغرابة ، يتحدث بكلمات غير مفهومة ، تقيأ بعضا مما تناول ، واتصل أحمد بخطيبته و بدأ يتحدث بطريقة غير مفهومة و يصدر أصواتا غريبة ، تشبه نعيق الحمير ، فأغلقت خطيبته الهاتف و أعاد الاتصال بأخيه وكرر ذات الشيء .

استغرب أخاه و خطيبته ما فعل فهو شاب خلوق لا يمكن أن يبدر منه هذا التصرف بتاتا ، فحاول أخاه الاتصال بأصدقائه الذين كانوا معه ، و بمجرد أن تحدث معهم نكروا وجوده معهم و أخبروه بأنهم لم يروه منذ البارحة ، وهنا شعرنا بالقلق و بدأنا نبحث عن أي أحد يصلنا به .

بعد مكالمة أخيه أخذوه ورموه عند مكب نفايات ، وفي صباح اليوم التالي وجدوه مرميا وكان متسخا بآثار التقيؤ ، و يبدو بأنه فقد تركيزه وقتها، فعندما يسألونه عن هويته لا يتذكر سوى أنه من مدينة سبها حي ” الطيوري” فقط ، امتلأت عيناها بالدموع وهي تصف معاناة ابنها التي كانت تطمح أن تزفه لخطيبته بكامل عافيته ، هو الآن بات مريضا لا يقوى حتى على الذهاب إلى الحمام لوحده.

أفادت ” أخيرا استطاعوا التواصل مع أحد بالمجلس البلدي سبها ، وهنا استطاعوا الوصول إلينا و أخبرونا بأنهم وجدوا أحمدا مرميا بإحدى المكبات ويبدو بأنه قد فقد عقله ، هذه الكلمات نزلت علي كالسياط أعربت بكل حزن . ذهب أخوه و والده و جاؤوا به إلى المنزل ، هنا كانت بداية المعاناة بشتى أنواعها ، عندما جاء كان أحمد كالأطفال لا يمكنه فعل أي شيء لوحده عاد عن الحركات التي يقوم بها بإخراج لسانه و أصوات غريبة يصرخ بها ، كان يبدو شخصا غريبا لم يتعرف علينا أبدا .

بداية رحلة العلاج و التشخيص في اليوم الثاني اصطحبه والده و أخوه لإحدى العيادات بالمدينة بمنطقة القرضة ، وتم تشخصيه ، و تبين بأنه قد تم وضع حبوب ترامادول بكمية كبيرة في طعامه ” مكرونة” التي تناولها ، وهذا ما تسبب بوضعه الحالي ، صدمنا لمعرفتنا بما حدث له. تابعت “وصف له الطبيب حقنة كان يأخذها بشكل أسبوعي، وهي تقوم على تهدئته ، وكنا نربطه و نسجنه بالغرفة لأنه أحيانا كان يركض خلف الأطفال و البنات بالحي و يسبب لهم الذعر ، فلهذا اضطررنا لتقييده و حبسه. استمررنا على هذا الوضع منذ العام 2016 إلى العام 2018 ، وكل يوم أراقب فيه ابني أحمد بوجع ” قلبي يتقطع عليه ” أتذكر كيف كان و ما آل إليه حاله ، بات سجنا عالمه الخفي الذي لا وجود لنا فيه.

بوادر أمل بدأ أحمد يوما بعد يوم يهدأ و يتحسن وضعه عن السابق ،فبات يتلو شيئا من القرآن الكريم و يذهب للحمام وحده ، و يتجاوب معنا ، الحمد لله سعدنا جدا بالنتائج التي وصلنا لها ، بعد تعب و معاناة لعامين ، كانت تبتسم وهي تتحدث ابتسامة يشوبها حزن عميق.

عاد أحمد يمارس حياته بشكل شبه طبيعي كطفل يتعلم أولى خطواته في الحياة ، بات يتذكر عائلته و يتعرف على بعض من الأصدقاء و المقربين.

 أشارت ” علمنا فيما بعد بأن أصدقاءه قد وضعوا له ما يقارب 10 حبات ترامادول في عشائه ليتخلصوا منه ، ولكن شاءت الأقدر أن ينجو أحمد من مكيدتهم وعاد لحياته و تحسن وضعه جدا الحمد لله.

 نوهت ” في نهاية العام 2020 عاد أحمد لجلساته مع أصدقائه ، فسمح له والده بممارسة الحياة الطبيعية عله ينسى ما حدث له و يعود كسابق عهده. توقفت والدته ونظرت بكل حزن ووجع أحمد لم يعتبر مما حدث معه ، ولم يتعلم الدرس جيدا ، مازال يثق بالناس بعد كل ما حدث معه ، في إحدى الأيام كان جالسا مع أصدقائه و معارفه تناول كوب شاي مسموم ، وضع له أحدهم حبوبا مخدرة فيها.

انهمرت دموعها وجعا على ابنها الذي لم تعد تملك أي أمل بأن يعود كما كان هذه المرة كانت ضربتهم قاضية ، حيث أخبرهم الطبيب بأن دماغه قد تضرر كثيرا إثر جرعة المخدر التي تناولها ، وضعه الآن بات أسوأ من ذي قبل.

قالت والدته ” يفكر والده و أخوه أن يأخذوه إلى مركز ” قرقارش” لعلاجه ، لأنهم لم يعودوا قادرين على تحمل رؤيته بهذا الوضع ، وخاصة أنه إذا تركناه غير مقيد لدقائق فإنه يخرج للشارع وقد يطارد أحدهم أو يتسبب بالمشاكل. أحمد اليوم لا يزال حبيس تلك الغرفة مقيد الأيدي و الأرجل ، تدعو والدته ليلا و نهارا أن يشفى ابنها ويعود لعافيته ، منتظرة تلك المعجزة التي تريح خافقها و تعيد ابنها لرشده.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :