نَـظْـرَتـِي

نَـظْـرَتـِي

كتب :: أ :: سالم ابوخزام
“الكشكول ” هو مايحتوي على عدد من الموضوعات المتفرقة المتباينة والتي تلتقي أحيانا في جزئيات أو كليات ربما ، فبين مواضيع الكشكول دائما خيوط للربط ، يجوز تلميعها حين الاحتياج إليها أو رميها في سلة المهملات حين يقتضي الأمر !! ..ليبيا اليوم أشبه بالكشكول !! ومن ضمن استراتيجيات الغرب تجاهنا أهمية السيطرة على منابع النفط والغاز ، ولعل اندلاع نيران الهلال النفطي في ليبيا قد أوقدها الغرب باستعمال ” الأراقوز ” جضران ومن خلفه الإخوان المسلمون وقطر ثم تركيا لإبقاء الحالة الليبية متشظية مشتعلة نيرانها ويصب عليها المزيد من الزيت من أجل توهجٍ أكبر وقتل أكبر عدد ممكن من الليبيين ومن كل الأطراف دون الإخلال بالتسمية ” شهداء وضحايا “. .. التحرك بالأراقوز يهدف إلى كتابة عدد من الأسطر العبثية في الكشكول الليبي المتسخ بكافة الألوان !! ..أيلولة الحقول والموانئ النفطية لحكومة الوفاق الوطني بحماية أمريكية مؤمنة بالشريك الفعلي البنيان المرصوص . لأن الولايات المتحدة الأمريكية قد استمعت إلى وجهة النظر البريطانية ودخلت بانذارها القوي على خط الازمة الذي مهد له السفير البريطاني فصمتت إيطاليا وانسحبت فرنسا بشكل مدروس لتفسح الطريق لتنسيق أبناء العمومة ” الإنجلوسكسون “!! ..إن تحرك السفير بفعالية خلال هذه المدة الماضية كان واضحا ويعني أن الولايات المتحدة الأمريكية ربما تتدخل بقوة وفي معادلة جديدة وحاسمة هذه المرة دون التركيز أو الاكتراث بكرسي “المشير ” !! ..ماكرو ليس ميتران ولا ديغول فهو ولد طريّ في عالم السياسة وقد دخل من بوابة ( هورتشيلد) وقد يكون للعقل الإنجليزي والاندفاع الأمريكي رأي آخر . ..أجزم أن المادة الثامنة من الأحكام الإضافية في الاتفاق السياسي ذات مغزى هنا ! ومن المرجح أن تحترق الوجبة الأولى فيما سيكتب بهذا الكشكول . ..وحيث أنه لا يوجد مؤشر لقيام دولة ليبية تسيطر على هذه الثروات وتديرها فيصبح التدخل بالأراقوز لازما ، وقد درس الغرب هذا المنحى وتأمله جيدا في ضوء واجهات كرتونية هشة وضعيفة ، وهنا يعتقد أن النفط وحده سيلعب دورا في تقسيم ليبيا ، وقد تصبح ليبيا بشكلها الحالي جزءًا من الماضي . ..إن التحرك في دهاليز مجلس الأمن محفوف بالمخاطر في ظل وجود الرئاسة لدى القطب الروسي وهذا ماقد يلغي أو يؤخر وربما يعطل قرارات مزمعة الصدور لتكتب فوق الكشكول البائس !! ..إن البيان الأمريكي بإدانة هجمات الأراجوز الجضران وإدانة العنف في نفس الوقت لتذهب في اتجاه تنسيب الأضرار للعنف وليس للهجمات والتساوي بين الجيش والعصابات الإرهابية ووصفها للجميع بفعاليات مسلحة لدلالة واضحة على خبث النوايا والأهداف ، ويعزز ذلك الموقفيْن الإيطالي والبريطاني المنحاز للميليشيات . إن بيان (هيندر نويرت) المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية واضح بجلاء إذ يجسد كتابة النقاط المطلوبة فوق صفحات الكشكول البائس ! وبمعنى أن يقاتل الليبييون الإرهاب فيقتلون أنفسهم ويتقبلون النعت ويتركون النفط والغاز لغيرهم ! ..أشير إلى ثلاث محطات هامة عبر صحيفة ” فسانيا ” كجرس للتنبيه يتضمن : أولا : التحرك نحو الأموال الليبية المركونة لتفكيكها قصد الإجهاز على الاحتياطيات كما أشتم من بيان باريس الأخير الذي جمع الأطراف الليبية بفرنسا مؤخرا للوصول لاحقا إلى الغذاء والدواء مقابل النفط ، لأجل تجويع الشعب وتركيعه بصورة ختامية . ثانيا : الاتحاد الأوروبي يناقش المذكرة الفرنسية الإيطالية بشأن إقامة مناطق للمهاجرين الأفارقة في ليبيا . ثالثا : تفتيت القوى السياسية الليبية والقوى الاجتماعية وقوى السلاح لتحقيق كل تلك الأغراض . ..ليقرأ الليبيون الكشكول فصفحاته تكاد تنفذ فهل يفعلون ؟ وهل سيفهمون ؟!! أ.سالم أبوخزام ؛؛

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :