فسانيا : منى توكا
يتقاطر مئات المواطنين على الأسواق بدءًا من الخامس عشر من رمضان لا سيما النساء والأطفال، قصد اقتناء ملابس العيد.
وتشهد سبها هذه الأيام إقبالا كبيرا من المواطنين وسكان القرى المجاورة على الأسواق و المجمعات التجارية ومحال بيع الملابس بسبها آملين العثور على حاجتهم وإرضاء الأبناء استعدادا لاستقبال عيد الفطر والاحتفاء به مع الأهل والأصدقاء والأحبة، وسط أجواء البهجة والفرح.
ووفق ما عاينته فسانيا في جولتها بأسواق سبها ، فإن المواطنين يتوافدون مباشرة بعد صلاة التراويح على المحلات التجارية ومنهم من يتسوق بعد الظهر ليتجنب الازدحام في الليل.
وتقول سعدة رجب متسوقة التقينا بها بمحلات القرضة إنها تحرص على شراء كسوة عيد الفطر وباقي المستلزمات من منتصف شهر رمضان المبارك؛ وذلك لتكون لها فرصة الاختيار بدقة و المفاضلة بين التشكيلات لتستقر أخيراً على مايرضي ذوقها.
بدورها أكدت المواطنة سعاد نجم أن الخوف من ارتفاع الأسعار وعدم العثور على بعض المقاسات والرغبة في التفرغ لتلبية احتياجات شهر رمضان من عبادة وعزومات جعلتها تفكر في الشراء قبل دخول شهر رمضان.
وأوضحت أن أكثر ما يرهقها هو البحث عن ملابس العيد، وما تعرفه العملية من زحمة وضغط؛ الأمر الذي جعلها في السنوات الأخيرة تفضل شراء ملابس العيد قبل حلوله.
وتتحدث أم البنات ممرضة في القطاع الخاص عن غلاء الأسعار حيث تقول إنها تجولت في جميع أسواق سبها ولم تجد ما يتناسب مع دخلهم فأسعار الملابس تناسب الوزراء و رجال الأعمال وليس المواطن العادي. وتتابع أن سعر بدلة طفل عمره 4 أشهر تصل إلى 250 دينارا فما بالك بالعائلات التي لديها أكثر من 5 أطفال.
ويقول المواطن عبدالرحيم اسبوعة إن الأسعار بدأت بالارتفاع منذ 2014 وفي كل عام تزداد الأسعار خاصة في مواسم الأعياد حتى أثقلت كاهل المواطن الذي يعتمد على المعاش الشهري حتى أصبحنا نشتري الملابس للأطفال قبل العيد ومع موسم المدارس وأحيانا نشتري بالدفعات.
وتقول المواطنة شريفة إن الأسعار أصبحت خيالية وفي كل عام نتفاجأ بأنها ازدادت عن العام الذي قبله، الأحذية أصبحت تصل إلى200 دينار ليبي، وان كان سبب ذلك كما يقال الاستيراد وضعف الدينار الليبي، أما العملات الأجنبية لماذا لا يتم استيراد مايتناسب مع دخل الشعب الليبي و الطبقة الاجتماعية للشعب، الذي يعتبر أكثره من الطبقة المتوسطة؟ ويقول الشباب عبدالرحمن السيد يقبل الشباب على شراء الزي الشعبي في المناسبات كالزبون و الجلابيات القزنر موضحاً أن أسعار الزبون قد تصل إلى 700 دينار ليبي أما القزنر تصل إلى ال 1000 دينار ليبي ولكن أغلب الشباب في سبها يذهبون إلى الخياطين لتفصيلها لهم قبل شهر رمضان تجنبا للازدحام.
ويبين أن الخياطة تعتبر أرخص خاصة بعد شراء قماش القزنر من دولة النيجر إذ تعتبر أرخص من أن تشتريها من ليبيا.
وقال محمد عثمان عامل بمحل للملابس إن الملابس في ليبيا لا تُصنَّع محلياً وأغلبها استيراد، وإن كانت فهي نادرة جداً، واستيراد الملابس بات مكلفاً بسبب ارتفاع أسعارها من المصدر، وزيادة مصاريف الشحن، هذا بالإضافة لشرائها بالعملة الصعبة، ولا يخفى على أحد حال الدينار الليبي أمام العملات الأجنبية.
ويقول أحد التجار بمحلات المهدية إن السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار الملابس هو ارتفاع العملة الأمريكية في السوق الموازية، إذ يشتري المورّدون الدولار من السوق السوداء حيث تتجاوز قيمته 5 دينارات في السوق الرسمية.
وأشار إلى أن ليبيا كانت تعتمد بشكل كبير على استيراد الملابس من تركيا بسبب أن الإجراءات في المصارف سهلة. وأوضح أن المستوردين يلجؤون أيضاً إلى استيراد الملابس والأحذية من السوق الأوروبيّة لتغطية الاحتياجات المحلية.
ويقول سامي اكني وهو تاجر يعمل بمحل للزي الشعبي إن الإقبال في هذا العام أكبر من السنوات الماضية والحركة في المحل في ازدياد يومي.
وبين أن الزبون الليبي يأتي من طرابلس ومنها استيراد من مصر الإسكندرية والبدلة الإماراتية استيراد من دبي والإقبال كبير على الزيّين.
موضحاً أن أسعار الزبون الليبي تتراوح بين 380 .450 . 550. 650 دينارا، أما البدلة الإماراتية 350 دينارا و الإماراتية بقماش القزنر من 650 إلى 950دينارا.