حلويات العيد صنعة تتقنها الليبيات ومصدر دخل يقيهن عوز البطالة

حلويات العيد صنعة تتقنها الليبيات ومصدر دخل يقيهن عوز البطالة

سبها: بيه خويطر.

  أصبحت صناعة الحلويات من المشاريع التي تعتمد عليها بعض النساء الليبيات كمصدر دخل يُعِلْن به أسرهن، وتزداد قيمة هذه المشاريع في مواسم الأعياد والمناسبات السعيدة، فلا يستغني أي بيت في ليبيا من تزين طاولات التقديم بأصناف من الحلويات مهما كان دخله الشهري.

و تعمل هذه السيدات على زيادة الإنتاجية لاستغلال موسم العيد بصنع أنواع مختلفة من الحلويات حسب الطلب، و توارثت صانعات الحلويات هذه الصنعة من الأمهات البسيطات، ومنهن من مارستها كهواية.

تقول حنين أبوبكر البالغة من العمر( 25 ) عاماً والموظفة بإحدى القطاعات الخاصة : دخلت مجال صنع الحلويات عام 2020 بعد ما فرض علينا الحجر المنزلي بسبب وباء كورونا، وجدت نفسي أمارس هوايتي بكل شغف ، ويوماً عن يوم بدأ الأمر يفوق كونه هواية وحسب، بل أصبح مصدر رزق ونجحت في استقطاب أكبر عدد من الزبائن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث كان الإنترنت العامل الأساسي في توسع مشروعي على مستوى سبها خاصة وبعض المناطق القريبة عامة ، معبرة عن طموحها بأن يكون لديها معمل خاص لصنع الحلويات والمرطبات. 

أما السيدة أم شهد فقد توارثت صناعة الحلويات من جدتها وأمها، تقول:” منذ الصغر انخرطت في هذا المجال حيث بدأت بالحلويات المشهورة في ليبيا “مقروض غريبة ، وقرينات” ومع تطور الزمن وجدت نفسي مجبرة على مواكبة التطور الذي طال كل شيء فاتجهت لصناعة الحلويات الجزائرية والمغربية حسب أذواق الزبائن.

فيما قالت أم فاطمة الزهراء البالغة من العمر (45) الأرملة والمعيلة لـ 3أطفال ،: لا أتقيد بوضع قائمة ، حيث أبدأ في حجز الطلبيات منذ 15 رمضان لأستقبل 20 زبونة ، ويكون المجال مفتوحا كل على حسب ذوقه” ، مشيرة إلى أنه بحسب انخراطها في المهنة منذ 7 سنوات فالعائلات الليبية لازالت تطلب وتفضل الحلويات الزمنية الجافة.

وتقول السيدة أمينة التركي: في بداية الأمر كانت خدمة الأصناف من اختياراتي، ولكن مع وجود منافسين أقوياء اخترت مراعاة رغبات الزبون حسب ذوقه، وأحيانا أعرض عليه عددا من الصور من خدمتي ليختار منه أو يرسل لي صورا على حسب المناسبة التي لديه.

والسيدة التركي كونها محاسبة تقوم بجرد ووضع ميزانية افتراضية على المشتريات وتقدير المبيعات بناء عليه تضع أسعار مناسبة، معربة أنها لا تطمح في أرباح كثيرة قدر رغبتها في إرضاء وكسب الزبون، فالأسعار ثابتة منذ العام الماضي، حيث أراعي كل الظروف المادية.

فيما أخذت حنان عدوي البالغة من العمر( 45 )سنة ، صناعة الحلويات مهنة أساسية تقتات منها لإخراج قوت يومها منذ زمن ، حيث تتعامل مع المحال التجارية لتسويق الحلويات.

وأوضحت عدوي أن الإيراد قليل مقارنة بالوقت والجهد المبذول بسب غلاء أسعار المواد الأساسية.

بدأت الطالبة شهرزاد محمد صناعة الحلويات عام 2018 ، حيث اعتمدت على أنواع غير تقليدية وبعيدة كل البعد عن التكرار المتواجد بالسوق، حيث لاقى صنعها إقبالاً كبيراً في ظل كثرة وانتشار صانعات الحلويات الأمر الذي جعلها تبذل ما في وسعها للتميز.

ونوهت شهرزاد إلى اضطرارها لرفع الأسعار قليلاً، لأن الأسعار القديمة لاتتماشى مع أسعار المواد حاليا ، ناهيك عن الجهد والوقت، مبينة أن الأمر الذي دفعها للانخراط في مجال صناعة الحلويات الحاجة في توسيع مدخل الرزق ومساعدتها لوالدتها على المصاريف الشهرية.

وقالت أم لميس فلسطينية تقطن في مدينة سبها ، “إنها لاتملك أي دخل مالي بعد وفاة زوجها الليبي لذلك اعتمدت على صناعة قوالب الكيك وكافة المرطبات والحلويات الجافة  في سائر الأيام ، حيث تلقت كورسا مكثفا من إحدى صانعات الحلويات بمدينة سبها مجانا لغرض المساعدة واعتمادها على نفسها لتعول بناتها ويصبح رزقاً أساسيا تعيش به”.

مشيرةً إلى أن موسم الأعياد وخاصة عيد الفطر يشهد إقبالاً كبيراً في الحجوزات وأن لديها زبائن يكفون حاجتها.

ومن جانبها اختارت أماني حامد شراء حلويات العيد من إحدى المحال التجارية المتخصصة في صنع الحُلو ، كونها ليس لديها المجال في عمل أي صنف بحكم واجباتها المنزلية ، ولا يوجد من يساعدها في ذلك .

بينما اعتمدت هنادي عبد السلام، اقتناء حلوياتها من المحال المتخصصة منذ ارتفاع ونقص الغاز المنزلي على عكس السنوات الماضية الذي كان لا يحلو العيد إلا بأصنافها المشكلة.

وبدورها قالت المعلمة نعيمة الشريف، “اعتدت كل عام في آخر أيام شهر رمضان المبارك أن أصنع أصناف الحلو المفضلة لدى عائلتي ، لايصبح العيد عيداً إلا بتبادل أطباق الحلو والكعك الليبي الجميل  بين العائلة والجيران ، حيث يصبح الحديث الشاغل بين نساء العائلة  في صباح العيد ، بالتباهي من صنعت أطباقا لذيذة.

حيث رأت عائشة عبدالله أنه لا طعم للذة العيد إلا بصنع الكعك منزلياً ، مشيرة إلى أنه أحيانا تحتم الضرورة على شراء بعض الأصناف من البائعات نظراً لضيق الوقت .

بينما ترى أم رهف أن عادة صناعة حلو العيد منزليا بدأت تختفي شيئا فشيئا، على عكس الماضي كانت البيوت في آخر ليالي رمضان تفوح شوارعها برائحة الكعك والمعمول وتتسابق النساء على صنع الأصناف، ورجحت أم رهف أن سبب اختفاء العادات الجميلة هو اعتماد ربات البيوت الزمنيات، بسبب وضعهن الصحي على بنات الجيل الجديد وعدم تعليمهن العادات الليبية.

وأعربت أم رهف أنها لازالت متمسكة بالعادات وطقوس العيد في كل عام وأنها تزين موائد العيد بالشغل المنزلي ماعدا البكلاوة الذي تجد نفسها مضطرة لشرائها تلبية لرغبة أبنائها.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :