ممْلَكَةُ العُوَاء

ممْلَكَةُ العُوَاء

بقلم :: عبد السلام سنان
أُغرْبِلُ صباحُكِ المفرط في الكسلِ، أتَوَسّدُ جفْنُكِ الغافي، تعلّقَتْ حروفي بِلِهَاتِ صمتُكِ المهيبِ، قبعْتُ عند رُكْنُكِ القَصِيّ، أطرِزُكِ على آخِرِ رشْفةٍ في فنجان قهوتي الخالدة، أباهِي بِكِ أحلامَ المساء البليل، عُوائي كَصُعْلُوكٍ لا يركنُ إلى حالٍ، تنداحُ روحي اللاهثة، تتصرّمُ أوثاق العناق السّخي، تتهشّمُ أزرار العتمة الداهمة، تتشظى شرنقة الإنتظار، أذمنتُ صخبُكِ الفاجع، كزعيق النوارس الجائعة، يتسللُ أجيج الخُطى الوئيدة، إلى قعر سكينتي، يؤججُ حبر سُطوتي، أُدوْزِنُكِ على وتر كمنجتي الهادئة، لا تتدرعي بالعتمة الداكنة، سراجي يضيء ضاحية قلبكِ المُكتظة بالحنين، قبابُكِ شهية الكبرياء، أجفانُكِ جنائنُ الروح، ضباب كُحْلكِ طواحين تبتلعُ أنفاسي المتلاحقة، عصافيرك أحلامٌ حُبْلى بغنائي، في ليل الشتاء العنيف، أحصد سنابِلُكِ الملآى بهسيس العناق، ينكسرُ ظِلِي على خد العتمة المُحَيّرة، يكتنف إقليدُكِ بياض الثلج، وتفاصيلُكِ حقول عسجد وتفاح، كيف لخاصرة الضوء أن يأكلها شبقُ السنين العِجاف، مرويةٌ بالخصبِ النادر، وطينها يلفظُ الأنفاس، سأبذرُكِ كتبغ لُفافتي، فوق تلال ثلجي، سأشْعِلُ سراج خطيئتي فوق تيه وقارُكِ، تُربِكُنِي أزرار الرعشة الناحبة، وعطرُكِ الباهظ يشي بشهقة لحظتنا المُوارِبةُ، وكلّما حلّقتُ عالياً، إرتطمتُ بجموح أحلامُكِ، وأنينُ شِعابُكِ العطشى، إشْعِلِي قنديل حكمتي المتكابرة، لا تتجاهلي مداد قلمي، وقلبي ينزفُ حبر وقاري، يناوبني عطرك، يُعَيِّرُ فوضى الحواس، يغوصُ في مَتْنِ قصيدة مهزومة، تقتاتُ من ملحُ اللهفة، أسيرُ ألُوكُ على جَزْرُ الشتاء، دفئُكِ الذي حواني، بِتِّ في عُمْقِ كلماتي المُتسربلة نحو شطآني، صَمْتُ غيمتُكِ ظلالي، وبوحُكِ سرُّ ناتِىءٌ من خلجاني، ملامح الصباح في عينيكِ الغائمتين، يُزْهِرُ قمري على سهلُك الضامىءْ، وتبغ غليوني الحانق، يُشْبِعُ الشبق لحكاية عبقرية، لثورتي …لأصابعي الفضية، وصهيلُ ربابتي يضيءُ هواجسي المُترعة، سأقرؤكِ كتابا لذيذا، ونبيذ خصرُكِ يسرق سكوني، يا سيدة كل الفصول، لا تنبُشِِي رماد قصيدي، قبل أن تسمعي وجيب عُوَائي ..!!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :