(مناظرو اليوم قادة المستقبل)
مسابقة المناظرات المدرسية بمدرسة الثورة العربية بسوق الجمعة
متابعة / مصطفى المغربي / تصوير / عصام الحاجي
في بادرة هي الأولى في المدارس الليبية أقيم السبت 30-4-2016 بمدرسة (الثورة العربية) بسوق الجمعة بطرابلس نشاط تعليمي تربوي مميز بإقامة مسابقة بين طالبات المرحلة الثانوية من عدة مدارس بسوق الجمعة على هيئة حوار متبادل بين جماعتين من المتحدثين يمثلان اتجاهين مختلفين حول قضايا تهم المجتمع ويسعيان لحلها ، حيث شكلت كل مدرسة فريقين من المولاة والمعارضين في شكل مناظرات وهو نظام يقام لأول مرة ضمن الانشطة الاجتماعية المدرسية يهدف القائمين عليه لتهيئة الاجيال لتقبل الرأي والرأي الاخر ويعلم الناشئة طريقة للتعامل مع الاخرين بوسيلة عصرية حديثة . فتم عمل جماعات المناظرات ووجهت المناظرات تربويا حتى توائم المجتمع المدرسى وتتناسب مع اعمار التلاميذ .
المناظرة المدرسية التي أقيمت أشرف عليها (نادي المناظرات المدرسية) ، شاركت فيه بفاعلية وايجابية طالبات المرحلة الثانوية بمدارس : (الثورة العربية) ، و(بشير الأسطى) ، و(أم المؤمنين) بسوق الجمعة ، بإشراف ومتابعة من قبل الأستاذة (إبتسام أبو القاسم غومة) أخصائية اجتماعية بمدرسة (الثورة العربية) بالتعاون مع مركز (LTC) لتعليم اللغة الانجليزية .
القضايا التي طرحت في المناظرات بين فريقين متناقضان في الرأي شملت مواضيع : (حظر الفيس بوك) و(الأمم المتحدة وما مدى نجاحها وفشلها في إحلال السلام) وعن (المرأة وحقوقها والرجل) وقضايا أخرى عن العنف والأسرة في المجتمع ، برهنت على المقدرة الفائقة للطالبات في النقاش والحوار وتبادل الآراء والاستدلال بالبراهين والأداء الجيد في التجسيد الحي في الاعتراض وتقبل رأي الأخر ومحاجاته .
المناظرات خضعت للتقييم من قبل لجنة تحكيم تكونت من : الدكتور (جمال زريبة) ، والأستاذ (فرج الزياني) المستشار (خالد كنانة) والأستاذ ( الطاهر مادي) .
وفي اختتام البرنامج للمناظرات المدرسية الأول أعلنت نتائج المسابقة والتي ربح فيها فرق المولاة من كل المدارس المشاركة ومنح الفريق الفائز درع النادي،أما على صعيد النتائج الفردية فقد فازت الطالبة (خولة عقيلة) بلقب المتحدثة الأولى ، وكانت أفضل متحدث ثان للطالبة (هبة) بينما أفضل متحدث ثالث للطالبة (فرح العرابي) … وزعت الجوائز والهدايا على الفرق الثلاث المشاركة و جوائز خاصة للملقبة بالمتحدثة الأولى والثانية والثالثة ، وشهادات معتمدة لكل المشاركات .
وتم في الاختتام أيضاَ تكريم أولياء الأمور الذين تفاعلوا وتواصلوا وحضروا وتابعوا البرنامج وابدوا اهتمام ببرنامج المناظرات وحث أبنائهم على المشاركة والتفاعل معه ، إضافة لتكريم كل من ساهم في إنجاح المناظرات المدرسية .
وقالت الأستاذة (إبتسام أبو القاسم غومة) أخصائية اجتماعية بمدرسة الثورة العربية بسوق الجمعة في حديث خصت به صحيفة فسانيا :
كانت السابقة والبادرة الأولى لبرنامج نادي المناظارات المدرسية في مدارسنا ونقيمها تحت شعار (مناظروا اليوم قادة المستقبل) لتوفير وتعزيز الأنشطة التعليمية لكافة المستويات وتثقيف الشباب حول سبل التواصل والتفكير ، إضافة لإثراء روح الحوار وثقافة الرأي وتعزيز ثقافة الرأي والرأي الأخر والتناظر واحترام وجهة النظر الأخرى وللارتقاء بمعايير المناقشة المفتوحة.
وأوضحت (غومة) أن المناظرات ليست جديدة فهي موجودة في كل أنحاء العالم التي تتخذ من الحجة والمنطق والإقناع في سبيل الوصول للحكم وغيرها من الأمور والمشاكل والاختلافات التي تحل بشكل حضاري ، وأعتبرها هي الأولى كنشاط مدرسي تعليمي اجتماعي في ليبيا ، وبالنسبة لبرنامج المناظرة الذي نقيمه يستهدف طلبة المدارس من أكثر من مدرسة وتحوي كل القضايا التي تخص الشباب والمجتمع بعيداً عن التجاذبات السياسية .
وأضافت أ / ابتسام غومة قائلة : تقوم المناظرة المدرسية على اسس اهمها : ان يكون الموضوع ملائما للبيئة المدرسية ولمستوى التلاميذ الذى يجرى بينهم بحيث تكون هناك قيادة واعية بالقضية لتوجيه الفريقين بأسلوب تربوى ، ويجب أن يكون لكل فريق اتجاه له ادلته الموضوعيه حتى يتحقق الهدف من المناظرة ، فمن حق كل انسان ان يعتنق الرأي الذي يراه صائبا ، ويعبر عن هذا الرأي بالطريقة التي يستطيعها ، فعن طريق المناظره يستطيع الطلاب التدريب علي ابداء ارائهم ، والتعبير عنها ، والمناظره هي حوار متبادل بين جماعتين تمثلان اتجاهين حول قضيه واحده تتناول الرأي ونقيضه وتدور موضوعاتها حول قضيه تهم الطالب والمجتمع .
وأوضحت (غومة) الهدف من إقامة هذه المناظرات من أجل تعويد التلاميذ علي القراءة الحرة ، والبحث والإطلاع مما ينمي فيهم مبادئ التعلم الذاتي ، وتنميه مهارات وقدرات الطلاب علي التعبير الحر ، وكيفيه المناقشه والحوار والقدرة ، علي الفهم ، وتنميه القدرات علي الاقناع والإتيان بالبراهين والأدلة والحجج المؤيده للرأي ، والتنافس الشريف في ابداء الرأي واحترام اراء الاخرين وغرس مبادئ الديمقراطيه في النفوس والممارسة الصحيحة لها ، إضافة للتعود علي اسلوب المناقشه والالتزام بأدب الحوار وان يستمع الي معارضيه بأدب وصبر والاستفادة من الرأي الاخر ، كما انها تنمي في الطلاب روح التعاون والعمل الجماعي الذي يستهدف الوصول الي الحقائق والصالح العام ، تدريب الطلاب علي استخدام اللغة وتوظيفها وكيفيه الحوار والمناقشة بأساليب بليغة ، وحتى يعتمد الطلاب علي الحوار الحر مع عدم الحفظ والقراءة من الورقه في مواضيع تتلاءم مع المرحله السنيه للطلبة .
وفي اختتام حديثها تقدمت (غومة) بالشكر والتقدير للمصرف الليبي الخارجي ((LIBYAN FOREIGN Bank على دعمه من أجل إنجاح هذا البرنامج التربوي ، والشكر أيضا لمركز (LTC) لتعليم اللغة الانجليزية الذي تدرب فيه الطلبة على المناظرات حيث وفر المركز كل الأجواء الملائمة للمتدربين ، والشكر موصول لمدير إدارة النشاط المدرسي بوزارة التربية والتعليم… كما ووجهت (غومة) تحية خاصة لأولياء الأمور على الدفع بأبنائهم للمشاركة في هذا النشاط التعليمي التربوي ولمتابعتهم وحرصهم على إنجاحه ، وتقدمت بالشكر والتقدير لصحيفة فسانيا على مواكبتها ومتابعتها لإبراز مناشط الطلبة وتغطيتها لبرنامج المناظرات المدرسية .