فسانيا :: د. محمود ابو زنداح
هو أحد أهم أدباء العالم (فيودور دوستويفسكي) الأيقونة الروسية التي ولدت من رحم المعاناة، تمر مئتي 200 سنة ذكرى رحيله عن العالم، توسل فيه طالبا من الخالق مزيداً من العذاب والعذاب حتى يشعر بمعاناة الآخرين ، من رحلة الإلحاد والإنكار إلى رسالة الغفران لتبقى الذاكرة شاهدة؛ محاولة لأن يكون رسولا، رحلة الإبداع تولد من الألم ولاتكن بطلب
رسالة فيودور وصلت البشرية وغيرت مفاهيم الفلسفة وعلم النفس في الجامعات وأصبحت الثقافة هي واجهت روسيا الباردة الجافة آلة القتل القاسية، لم ينتصر فيودور لنفسه عندما أيد دعم الأمة (السلافية) الروسية للصرب في حربهم ضد الأتراك (1876 ولم يخفى حلمه أنذاك بأن تغزو روسيا القسطنطينية وتجعلها مركزاً مسيحيا، الشعور بالألم يفيض به على الجميع ، لاتبرره أقوال البعض حول قبضه للثمن أو رحلة له تسفعه من عذاب ¶وسواء كانت مواقف مبدئية أو غير ذلك يبقى سر الانعتاق لمواطنه الأيقونة ( ليف تولستوي) فقد كان مناقضا له.
لكننا في عالمنا الصغير لانتذكر من معنا ولكننا نسعى لمن يقف ضدنا.
قالها كنسجر ذات يوم أن فلاديمير بوتين ولد من رحم فيودور، روايات الأدب الروسي تسكن روح بوتين ولكنها لاتجسد روح الدب الروسي، حاول ديستوفسكي في رواية ( الأخوة كارامازوف) أن يجمع الأقاليم والتيارات السياسية، فيقع على الأخت الكبرى مهمة سماوية بأن تجمع شقيقاتها لجعل الأمة أقوى ، بيد أنها سوف تتخلى عن روسيا في وقت الشدة ولكنها ستعود إليها في وقت ما، انه حلم راسخ بأن لابد من إعادة تجميعهم.
هذا مافعله بوتين ببعض الدول.
الفصيل والنقيض هي ذاكرة الشعوب التي تؤمن بالحرية والعدالة والعلم.
ليكن النكران ل عنوان الجامعة الإيطالية أو غيرها بمنع تدريس الأدب الروسي لطلبة ، أشعل نار الاحتجاجات فالعلم لايمنع ولادخل للحروب، كما أن ألم فيودور بأنه متحرر للكل فهو لا دين له أمام العامة . لتصل الحقيقة إلينا متأخرة كما العادة بأنه وقف مدافعا عن مسيحية الحروب. يبقى إلى جانب فرويد و جيمس جويس إلى ويليام فوكنر إلى إرنست همنغواي وغيرهم ممن أثروا في الحياة الرواية الإنسانية، فليس هناك أجمل من إنسان تكلم وكتب عما شعر به وأحس به الآخرين بالدماء والقتل التي تصيبنا الان ليست إلا حقيقة قاسية في رواية لاتكتب بل تشاهد، دور المثقف يكمن في تحسين أوضاع عالمنا العربي والإنساني، غزة هي الرواية الكبرى ولن يستطيع فيودور دوستويفسكي الكتابة عنها مهما أحس من ألم وحزن وانعزال.