جمال شلوف
انه وبعد الاحداث المتسارعة الاخيرة في ليبيا خلال الايام القليلة الماضيةتنتشر تسريبات تؤكد ان الدبلوماسية الامريكية تتجه لتغيير مبعوثها في ليبيا ريتشارد نورلاند، والسبب حسب وجهة نظري المتواضعة، هو فشله في الحد من اعادة التموضع الروسي في ليبيا.والمقصود هنا هو عودة روسيا مجدداً، إلي دور الفاعل الحقيقي عبر تيار سيف القذافي.
فما حدث من تخريب في مبنى البرلمان في طبرق، وما سبقه وتلاه من احداث سواء في الجنوب او غيرهاهو بمثابة اعلان يحاول عبره تيار سيف ان يؤكد انه فاعل حقيقي على الأرض، ولا يمكن تجاوزه في اي مسار أممي او دولي للوصول إلي انتهاء المراحل الانتقالية او كتابة الدستور عبر المسارات الحالية.
وما المبادرة التي اعلن عنها الزائدي باسم سيف، إلا خطوة استباقية في ذات الأتجاه.فلو اتفق عقيلة والمشري على قاعدة دستورية تقصى المحكومين كسيف القذافي. سيعبر هذا التيار عن رفضه لهذه القاعدة، ربما في شكل تظاهرات تطالب بتنفيذ المبادرة وانسحاب الجميع وليس سيف فقط.ولو نجح هذا التيار فعلاً في فرض نفسه في كل المفاوضات والمسارات حول مستقبل ليبيا، كطرف ثالث.فهو يعني وجود راع للمصالح والأرادة الروسية، في كل المسارات والحوارات،وهو ما اسميته في منشور سابق”اعادة تموضع للمصالح الروسية في ليبيا في الحوارات والمسارات الدولية”المفارقة هنا أن برغم وضوح الغاية والهدف من الأحداث الاخيرة، وتسريبات تؤكد انها جزء من الصراع الامريكي الروسي في العالم والذي تمثل ليبيا جانبا منه.لايزال العديد من الليبيون يضعونه في اطار “المماكرة” ويتخذون القرارات على اساسها