حياة الرايس
. ” ….صحوت نشوانة متصالحة مع زمني و مع قلمي …. على رضا باذخ في النفس …. مازال النص يمثل عندي اعظم فرح يمنحه الانسان لنفسه . ممتنّة لليالي الصّيف الجميلة و لغواية السّهرو الكتابة حتى الفجر بالفيراندا المشرّعة على الليل و القمر مرميّة على حشيّة بارضيتها الرخامية طمعا في برودتها هربا من حرارة الغرف ، تحفّ بي أوراقي المبعثرة ….. تحت الياسمينة الوارفة التي اصبحت امتدادا لروحي بعدما سقيتها ماء حرفي : خطر لي ذلك مرّة عندما كنت اهمّ بتمزيق بعض المسوّدات بعدما نقلتها الى الكمبيوتر و قد عزّ عليّ رميها بحاوية الحثالة ، خطر لي خاطر :
لماذا لا انقعها و اسقي بماء حبرها شجرة الياسمين أنيسة سهري و رائحة مسائي و عطري المفضل … و من ذلك الحين و انا اشعر انها امتداد لكلماتي و لروحي …. لقد استوحيت المشهد من جدّتى و لم انس ذلك منذ صغري …….عندما كانت عمّتي على فراش الموت تحتضر كانت تسقيها بيدها الماء فترجعه من فمها ، لم تكبّ جدّتي ذلك الماء و احتفظت بالكاس ، بعد ذلك سقتها لياسمينة حديقتها و كانت كل عشيّة تجلس تحتها مرّة تبكي و مرّة تجمع حفنة ياسمين و تدسّها في صدرها ـ تحت حصّارتها ـ و تتنهد “” ما أفوح ريحة ـ حورية ـ بنتي “” عندما تهب عليها نسائم العشية …..و منذ ذلك الحين و الياسمين عندي مرتبط بتعلق الرّوح بالرّوح” مقطع من سيرة ذاتية حياة الرايس