ما الشعر؟

ما الشعر؟

مفتاح العلواني

إن لم تقله عن عاملٍ يجرّ

خطاه في شوارع بلادهِ الجائرةِ

ويغني لها..

إن لم تقله عن امرأةٍ تغسل الصحون

في أفراح الآخرين

كي تملأ صحون أولادها بالفرح..

إن لم تخبرنا فيه عن الجندي

 الذي مات قبل أن تنتهي الحرب بنصف يوم..

ما الشعر؟

إن لم تحركه لأجل اليتامى..

أولئك الذين ينتظرون أن يمسح الناس رؤوسهم

بحثاً عن ثوابٍ يستر عري خطاياهم..

ولم تمنحهُ لسائق أجرةٍ

 يترقبُ قرشاً زائداً عن حاجةِ الراكبين..

أو تؤبن به نهداً وحيداً

خسر آخر معاركه مع سرطانٍ باسل..

ما هو الشعر يا رجل؟

إن لم نقله عن عجوزٍ تتحسّس أقراطها العتيقة..

وتعرف أن الوقت لا يمكن إيقافه

ولو علقتهُ بأذنيك..

إن لم نجعله خالصاً لوجه بلادٍ

لا زالت قائمةً على أدعية الدراويش والمساكين..

أو نبكي به على أطفال الملاجئ

وهم يبتسمون لمصورٍ يبحث عن جائزةٍ ما..

ما جدواه؟

الشعر الذي لا يركض خلف الهاربين

من أوطانهم بتلويحات مبللة..

ولا يسيلُ من محاجرِ الشعراءِ

وراء كل خبرٍ عاجلٍ عن تعثرِ البلاد بِرِجل سياسيٍّ

ممدودةٍ في طريقِ عودتها..

أو يُواسي الواقفين في طوابير المخابز

برؤوس حاسرةٍ يتلمسون دفء الأرغفةِ الضنين..

من الشعراء؟ من هم؟

 إن لم يخرج شعرهُم خجلاً مليئاً باعتذاراتٍ

عن كل هذا العبث..

ولم يقضّوا مضجعَ الساسةِ الفاسدينَ بقصائد حادة..

من هم؟

إن كانوا لا يخيطون جراحَ الشائقين لموتاهم..

ولا يبكون.. لا يبكون لأجل طفلة بقدمٍ حافية

تحت إشارة مرور..

تراقب نوافذ السيارات الفارهةِ

بأملٍ لم يعد قادراً على المواصلة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :