من سلسلة الى رجل يعرف نفسه

من سلسلة الى رجل يعرف نفسه

رجل _فأس / لوركا سبيتي

اجلس بجانب المدفأة وانظر من واجهة زجاجية يعلوها بخار يجعل المشهد ضبابيا..لا شيء غير عادي في الخارج العتمة وسكانها ترتجف من الصقيع الأشجار  والهواء والمطر والسكاكين و عواميد الكهرباء والحدائق التي تبان متروكة حتى من اسوارها ..

 انظر نحو العتمة فتنظر العتمة نحوي، أمعنُ فتمعن..أمدّ كفي ألامسها فتمدّ كفها تتوسل الدخول..افتح لها النافذة فتدخل مع الأشجار والهواء والمطر والسكاكين وتنادي على الأشباح والأسباب !

اهلا وسهلا بالجميع..اعرّفكم على وحدتي..انها هنا..لن تسلم عليكم ولن ترحب بكم..ولكن لا تكترثوا..وحدتي لا تحب ان يشاركها بي أحد..لا تتكلم الا معي وجودي يؤكدها وهدفها واحد : تطمئنني حين ينام الصوت فلا تأكلني غولة أفكاري!

للعتمة فقط ولأصدقاءها سأخبر عنك..لشيء ممتد وصامت الى الأبد لا رأي نهائي له ولا حكم ولا يحتاج وحدة قياس..سأقول اني مدمنة عليك، اتعاطاك مرة في اليوم، وانك ماء عذب في ارضه يترسب رمل..ليس من الجيد تحريكك..الأفضل ان تبقى على حالك. نبهني الطبيب: ” قد يتسبب بقتلك اذا ابتلعته دفعة واحدة”. لذا آخذك على دفعات، ابدأ بنظرة تفتح الشهية تليها بسمة تخلع ابواب الخيال، ومن ثم ضمّة “عل قد” على الرغم من ان لا قدّ لها، القلب ييمن القلب فيورق هذا بذاك وينجدل الشريان ونقائه بالوريد وشقائه..لتفتح شبابيك الضوء وتدل عليك وتتساقط الأفكار على رأس من وشى بها..

سأقول لهم انك لا تملك ثمن تذكرة لركوب القطار الذي يصل إلى مكاني..ولا ثمن تذكرة لحضور فيلم عن حياتي ولا ثمن تذكرة لدخول القلعة، مقبرة التاريخ، صنم الحاضر..وانك مفلس تبيع حبيباتك لتدفع ثمن ذاكرتك المحشوة بالرصاص!

سأقول لها عنك بأنك الذكاء الإصطناعي الذي دُهش منه الجميع ولم يستطع كتابة قصيدة واحدة عن الأشجار…بأنك شجرة استطاعت الفأس قطعها بعد ان خدرتها بصلة الرحم..

هكذا حين أشتاق ألعب بالسكاكين لأخيف الأسرار واجعلها تخبر مرتجفة ما حصل معها!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :