سعد القذافي االسني
المراهنة على اشخاص انهم قادرين على اعادة البلاد الى صوابها وملء البلاد عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجورا ،هو بقية من التفكير الاسطوري الذي يراهن على مخلِّص يملك قدرات خارقة تمكنه من اصلاح كل شيء بلمح البصر ،المعضلة الليبية ليست في الاشخاص ،المشكلة تكمن في غياب الحد الادنى من مقومات الدولة ،وتشظي السلطة بين عدة مراكز قوة ،،البعض يراهن على سيف الاسلام باعتباره ابن القذافي الذي استطاع.
السيطرة على هذه البلاد لاربعة عقود ،،،مع ان قدرة القذافي على السيطرة يعود الفضل فيها الى العهد الملكي الذي ترك دولة متكاملة الاركان منظبطة المؤسسات. ،،،وجيش موحد عقيدته حماية الوطن ،،استخدم القذافي هذا لجهاز المحكم والقوي الذي تركه الملك في تثبيت اركان حكمه ،،وابقى عليه مع تغيير العناصر البشرية بعناصر موالية وبشكل تدريجي ،،هذه الدولة بدات تتتآكل على مدى اربعين عاماً وحصرت السلطة في يد الزعيم الاوحد ،،واختفت ليبيا وبرز مجد الصقر الوحيد ،ثم حدثت كارثة فبراير فاتت على ما تبقى من شظايا دولة وحتى لو عاد القذافي بكامل عنفوانه لن يتمكن من السيطرة ،،لان العامل الجوهري غائب ،،وهو الدولة التي تحتكر العنف،والسلاح وقادرة على بسط سيطرتها …