مَا بَينَ المُؤتَمَر الوَطَنيّ الجَامِع والبَدِيل الانْتِخَابِيّ بِلِيبْيَا

مَا بَينَ المُؤتَمَر الوَطَنيّ الجَامِع والبَدِيل الانْتِخَابِيّ بِلِيبْيَا

 كتب :: محمد عثمونة 

سبق وقلت . وفى تناول سابق لذات الموضوع بأنه قد يكون البديل الانتخابي تحت المظلة الأممية , وبدعم من الدول النافذة ذا جدوى عن غيره . في أمكانية تخطي هذا التأزم . والشروع في تفكيك هذا الذي يعصف بالواقع الليبي . من خلال الذهاب إلى انتخابات برلمانية . يُنظّمها ويضّبطها قانون انتخابي صارم . يسمح بالمرور وفقط , إلى داخل قاعة البرلمان . لذي الكفاءة والنضج , والسلوك الوطني المسؤول , المتسلّح باجتيازه مرحلة التعليم العالي . ويجب – في تقديري – أن يُسند ويُدعم كل ذلك . بإعادة النظر في توزيع الجغرافيا الليبية إلى دوائر انتخابية . تَبَّتعد بمخرجاتها عن القبلية والجهويّة والمناطقية . ولكن أعتقد جازما . بأنه سيكون كل ما فات ذكره غير ذي فائدة وغير منتج . إذا لم يوازِ هذا التوجّه . ويُدعمه في آنْ . مُجاهرة الهيئة الأممية . قولا وسلوكا . بأنها لن تتعاطى مع التأزم الليبي . إلا من خلال الواقع الموضوعي . للجغرافيات الليبية . التي تضع ليبيا من مفردات إقليم شمال غرب أفريقيا . وأن الجغرافي الديمغرافي الثقافي الليبي . يشدّها وبقوة إلى الفضاء المغاربي المتوسطي . وأن الجغرافيا الليبية . وبحكم هذا الواقع , صارت مكوّنا هاما . وتحتل حيزا ليس بالقليل على الضفة الجنوبية بحوض المتوسط الغربي . وفي تقديرى أيضا ومن الطبيعي في تقديرى . أن تذهب الهيئة الأممية . باعتبارها الراعي المسؤول لمعالجة المعّضل الليبي . نحو إلزام كل من يتعاطى مع هذا التأزم . بعدم تخطي أو تجاهل هذا الواقع الموضوعي الذي يُشكل وتتشكل منه الجغرافيا الليبية . وذلك لأسباب عدّة . أهمها : أولا . أن استدراج الأمن والاستقرار الدائم – اللازمتيّن الأساسيتين لكل بناء ونهوض – إلى الجغرافيا الليبية . لا يتم . إلا من خلال التعاطي الإيجابي البناء , مع جمّلة المفردات السالفة الذكر . ثانيا : أن من هذه المفردات , يتشكّل المجال الحيوي الليبي , ذو التأثير الوجودي المباشر , سلبا أو إيجابا , على جغرافيتنا هذه . وثالثا . ففي هذا التعاطي , الذي يعّتمد هذه المفردات أداة وأدوات في آن . بداية التأسيس والتأطير الفعّلي , للوعاء الوطني الليبي . بمفردات الجغرافيات الليبية . الذي كان غيابه – في تقديري – السبب الرئيسي . في كل ما عانته ليبيا . خلال العقود الماضية . أما تجاهل هذا الواقع الموضوعي والقفز من فوقه . فهو لا يعدو عن كونه إعادة لإنتاج الماضي البغيض . الذي انتفض الليبيون مع بداية 2011 م . لاقتلاعه . وهو في واقع الأمر . لا يزيد في شيء عن المحافظة على اجتثاث الجغرافيا الليبية وإبقائها غير ذات صلة بإقليمها الطبيعي وجعّلها من الجغرافيات التابعة التي تُسّتنزف مواردها الطبيعية والبشرية وكل ما تضمه وتحتويه لتُوظّف وتُسّتثمر , في صالح وخدمة جغرافيا أخرى متّبوعة . والشواهد كثيرة . منها على سبيل المثال لا الحصر . أولا . هذا الاستتباع هو من جعل ليبيا على مدار اربعة عقود من الزمان . رغم إرداتها البترولية الهائلة . شبه خالية من أبّجدية التأسيس الفعّلي لِبُنى تحّتية . تُسهّل وتُيسّر الحياة على الناس . وتكون متكئا فعّليا . وأرضية صُلبة لإمكانية بناء ونهوض مأمول . وثانيا . أن هذا الاستتباع أيضا , كان من وراء استخدام وتوّظيف الموارد البشرية الليبية . كأداة لخوض حروب عدّة . لخدمة أهداف تلك الجغرافيا المتبوعة . ولم تحصد ليبيا من ذلك إلا الضرر الكبير . ولو ذهبنا إلى أبعد من ذلك . وتعاملنا مع الشأن الليبي . كواحدة من المفردات الأساسية . التي يتشكّل منها هذا الإعصار الذي يعصف بعموم المنطقة والإقليم نجد بأن التعاطي مع الشأن الليبي من على أرضية هذا الواقع الموضوعي . وبالسياق الذي تناولناه به سلفا . سيصُب وبدون شك في خدمة التوجه الأممي الساعي إلى تجفيف ومحاصرة منابع الإرهاب . فالتعامل مع الجغرافيا الليبية على هذا النحو . يقّتطِعها ويعزلها بعيدا عن هذا الذي يعصف بشرق المتوسط والشمال الأفريقي . بعد ما تبين للجميع وخاصة للمتابع المهتم بأن الجغرافيا الليبية وفي هذا المشّهد العام . كانت تقوم بمهام أحد مراكز الإمداد اللوجستي الرئيسية – مال . سلاح . تدريب – لتغّذية هذا المشروع . الذي يُخَط ويُرّسم على أرض الواقع الجغرافي . بمِداد من بارود . ودعوني اُنبّه أيضا . بأنه لو ذهبنا بمقاربتنا هذه . للتأزم الليبي حتى خاتمته , وعلى هذا السياق . ستنتهي بنا إلى تشكّل كيان ليبي غير الذي كان . وربما يكون شبيها بالذي حَلُم به بسطاء فبراير 2011 م . كيان قد تًخلّق وعّيه وتبلّور . من خلال تفاعل المفردات . التي صاغت وِعاءه الوطني . بتمازج الجغرافي الديمغرافي الثقافي الليبي بمحيطه الإقليمي . واعتقد بأن هذا الوعي الجديد . سيذهب فيما سيذهب إليه نحو إعادة النظر في مفردات ومصطلحات ومفاهيم قاموسه السياسي . لتصحيحها بما يتوافق مع واقعه الموضوعي كي يحافظ على توازنه ويكون منسجما مع ذاته . وسيصبح بذلك . ذو فعالية عالية في تفاعله وتعاطيه مع محيطه . فمثلا . لا يستطيع هذا الوعي الجديد المتكئ على هذا الواقع الموضوعي أن يستسيغ أو يقبل (مصطلح الغرب السياسي) المتداول في حاضرنا هذا , على علّاته . لأن واقعه الجديد , وبمخّتصر القول . يُلّهمه بأن الغرب السياسي ليس غربا واحدا . بل غربيْن اثنيّن . *غرب أوروبي . يشترك معه في جغرافية وثقافة وديمغرافية حوض المتوسط . وهو ذو تأثير حيوي مباشر على مناشط حياته سلبا وإيجابا . والعكس صحيح وهذه الحقيقة تفّرض على وعّيه العضوي . بألا يتجاهلها . بل يسّتدعيها ويجعلها حاضرة . أثناء تعاطيه السياسي مع هذا الغرب الأوروبي القريب . **وغرب أطلسي أنجلوسكسوني . لا يشاركه في شيء من كل هذا . فهذا ينتمي إلى فضاء جغرافي ثقافي ديمغرافي آخر وقراءة الماضي القريب والبعيد . لهذا الأطلسي . مع جغرافية هذه المنطقة . تفرض على وعّيه العضوي .

التعاطي مع هذا الأطلسي بحذر شديد . فوَجه فلسطين والعراق ولبنان . تقول الكثير . عن هذا الوَجه الأطلسي . وفى الخاتمة . أعود لأقول . بأن هذه الأجسام وتوابعها . التي تتصدر المشهد الليبي في وقتنا الحاضر . والتي جاءت مُتنافرة بعد مخاض عسير بمؤتمر الصخيرات . وتسعى كل الجهود في وقتنا هذا للموائمة بينها . وتتعامل معها كمكّمن للداء بالجسم الليبي . وهي في الواقع ليست كذلك بل أستطيع أن أقول بأنها عارض من أعراض هذا الداء . وليس الداء نفسه . وتجاهل هذه الحقيقة , وإغماض العين عنها . سيكون له مردود غير حسن . لأنه وبقول مباشر . تَجّدر بل وسرّمدة للمعاناة داخل الجغرافية الليبية . ومحيطها الجغرافى . وحوض المتوسط بضفّتيّه الجنوبية والشمالية .

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :