- الكاتبة / صافيناز المحجوب
القلم أقوي سلاح في بلاد الحريات فكم من قلم خط بضع كلمات اشتعلت بسببها الحروب وبضع كلمات حل السلام على بلدان وهو أيضا قد يكون سببا في وضع نهاية لحامله . أتذكر في بداية كتاباتي الصحفية قمت بإجراء تحقيق صحفي عن ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينتي وبدأت الزيارات الميدانية لبعض البيوت وأخذت القصص كل يوم تزداد بؤسا وغرابة والإهمال يطالهم من بعض الأسر ومن الجهة التي يفترض بها أنها وجدت لخدمتهم ومراعاة صحتهم وبدأت أنشر الحقائق فقامت الدنيا وبدأ المسؤول يزبد ويرعد وعندما لم يجد من الغوغائية حلا يريحه قرر التوجه إلى الطرق غير المشروعة فبدأت التهديدات تصلني ما يضحك أن زوجة المسؤول أيضا كان لها دور فعال في إرسال تهديد نسائي جميل قائلة (قولولها كان ما بطلت كتابة سيارة تخطفها وما عاد تروح ) من يعرفني حقا يعرف طبعي العنيد فأنا لا أحب أسلوب التخويف والترهيب فإن كنت على خطأ فالأوْلى بك تصحيح مسارك الخاطئ وتقويم نفسك وأخذت أكمل مشوارا بدأته حتى وصلت إلى طفل صغير لا يجد سماعة من الجهة الموقرة وقد تعب والده من الذهاب جيئة وذهابا فما كان مني إلا أن اتخذت من أسلوب الهجوم خير وسيلة للدفاع وطلبت من والد الطفل الحضور وتوجهنا إلى مكتب المسؤول وطالبناه بالسماعات التي هي أصلا حق من حقوق هذا الطفل المسلوبة وأقسم لكم بعظمة الله تعالى أن المسؤول أخرج السماعة من درج مكتبة وسلمها لوالد الطفل الذي عقدت الصدمة لسانه ولا أخفي عليكم مدى المرارة التي اعتصرت قلبي لذلك الموقف ويقسم لي أب الطفل أنه على مدى ثلاثة أشهر يحاول جاهدا أن ينقذ ابنه من التأخر الدراسي بسبب ضعف سمعه ولا أحد في تلك المؤسسة أشفق على الطفل أو حتى والده . جاءني اتصال باليوم الثاني رجل في الستين من عمره مبتور القدم جلست أمامه خلع القدم الاصطناعية ليريني كيف أن القدم تؤذيه ولا مركز صيانة في المدينة ولا الجهة المسؤولة أعطته بديلا وأنه لم يعد يستطيع الخروج من المنزل لأداء واجباته الأسرية تذكرت قول رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ” ألا يعي المسؤولون في ليبيا أنهم سيحاسبون على تقصيرهم وأن قبورهم ستشتعل نارا بسبب إهمالهم رعاياهم وأتساءل كيف لهم النوم وكيف لهم الابتسام والضحك والسعادة وهناك من يئن ويتألم ويموت بسبب إهمالهم وبسبب أنهم ليسوا أهلا لهذه المراكز التي تحتاج إلى رجل ورِع يخاف الله أولا قبل أن يخاف الصحفيين. يقول عمر بن الخطاب “لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها : لم لم تمهد لها الطريق يا عمر ” سيدنا عمر يتحدث عن بغلة تتعثر فكيف هم المسؤولون اليوم من تعثر البشر وسقوطهم وحتى موتهم ألا يخافون من تقصيرهم وعدم أدائهم مسؤولياتهم بما يرضي الله سيدنا عمر قال بغلة في العراق في أقاصي دولته فالمسؤولون اليوم لا يرون إلا من يصرخ عاليا أو يسكن إلى جوارهم لله درك يا ابن الخطاب هل تعلم يا أمير المؤمنين أن الإنسان اليوم يموت إهمالا وتقصيرا من مسؤول اللهم أصلح أحوالنا يا الله . (ملاحظة امتنعت عن وصف المشاهد المدمية لبعض الحالات التي زرتها فكيفينا بؤسا نعيشه اليوم فالأمس ليس بأجمل من اليوم ولا اليوم خير من أمس )