- صافيناز المحجوب
يغفل كثيرٌ من مديري العمل ورؤساء الأقسام عن التشجيع والتحفيز لموظفيهم هذا التشجيع الذي قد يجعل الموظف يعمل بطاقة 100% ويسعى نحو تقديم أفضل ما لديه قد لا ينتظر الموظف ذلك الأمر من مرؤوسيه ولكن إذا حدث وكان للمدير لفته جميلة يشيد بها بجهود الموظف فلذلك أثر بالغ التأثير . قمت في إحدى سنوات تدريسي للمرحلة الإعدادية بتوصيل الإنترنت لمعمل الحاسوب من خلال هاتفي الخاص وبدلا من أن يكون الشرح نظريا كان للتطبيق العملي تأثير أفضل في فهم الطالبات وفي أول زيارة مفاجئة لموجه المادة توقعت أن يكون التقييم أقل ما يمكن توقعه هو جيد جدا فأفاجأ بتقدير مقبول الصدمة التي جعلتني أقف لأفكر يا ترى ما الخطأ الذي ارتكتبه أو النقص؟ لمْ أرَ عيبا كنت أتوقع على الأقل الشكر وأتذكر في تلك السنة أن نسبة النجاح في مادة الحاسوب للمرحلة الإعدادية كانت 100% إلا أن تقدير الموجه كان له أثر سلبي في نفسي كموظف . الطاقة السلبية حتى لا تأتيك من الخارج فقط فقد ترسلها أنت شخصيا لعقلك كأن تقول لنفسك أنا إنسان فاشل أنا غبي أنا لن أنجح. كانت معلمات إحدى المراحل يشتكين من طالبة على أنها لن تنجح ولن تفلح بسبب إهمالها الشديد، في إحدى الحصص طلبت من الطالبة أن تاتي بعد نهاية الحصة قلت لها إني سأمتحنها في العشر صفحات الأولى من الكتاب وإني أعلق آمالا كبيرة بأنها لن تخذلني وبالفعل ارتفعت درجات الطالبة من صفر إلى 6 و7 و8 من 10 وكلما مدحتها أمام الطالبات كانت أكثر جدية وأكثر اهتماما والسبب بسيط فقد اعتادت الطالبة على الكلام السلبي الذي قتل أي رغبة لديها في الدرس أو النجاح ولكن بمجرد الشكر والثناء والتشجيع اختلف الأمر لذلك لا تدع أحدا يحطمك أو يقلل من شأنك. أنت لها ولكل أمر عظيم هكذا أصبح شعاري بعد حادثة الموجه ولم أعد أسمح لأحد أن يقلل من شأني . الكلمة الطيبة صدقة قالها رسولنا الأعظم ولكن ما نراه اليوم يحتاج إلى ثورة كاملة ضد الناس السلبيين الذين من أول ساعات الصباح الباكر ينشرون لك على الفيس بوك ما يجعلك ترى أن الألوان قد اختفت من الدنيا وأن الحياة باتت مستحيلة وقليل من عبادي الشكور قال تعالى نحن شعب أصبحنا نمتهن الشكوى وبث الأحزان وساعات الفرح لدينا قليلة نحن لا نعرف كيف نسعد أنفسنا ونسعد من حولنا كانت لديّ صديقة كلما اتصلت وبعد أن أغلق الهاتف معها أشعر بكم هائل من الإحباط ومن عدم الرغبة في فعل أي شيء حتى تزوجت وربما هذا كان الخبر السعيد الوحيد الذي سمعته عنها أما بقية فصول حياتها فنكد في نكد دائمة الشكوى من كل شيء حتى من حواسها الخمس مثل هؤلاء الأشخاص تعلم كيف تتخلص منهم لأنهم لا يجلبون إلا السواد . تعلمت من التجارب التي مررت بها أن أعتنق مبدأ ( تَفّه ) وهو من تتفيه الأمور وعدم أخذها على محمل الجد وأقصد بها هنا تلك الأمور الصغيرة التي لا نحتاج إلى أن نعظم من شأنها فنضعها في قائمة (تَفّه) الخاصة بي كانت أمي عندما تحكي لي عن موقف إحدى الجارات وتبدو متضايقة أقول لها ضعي الموقف في قائمة ( تَفّه ) تزداد غضبا وعصبية وتقول لي برودة الأعصاب التي لديك قاتلة أقول لها ( كي ما يجيك الزمان تعال ) . وأخيرا أبعدوا أولئك السيئين من حياتكم أولئك المكتئبون المملوؤون بطاقات سلبية الذين لا يحمدون الله ولا يشكرون فتخلص منهم في أسرع وقت وانطلق للأمام فالحياة تستحق أن نعيشها بفرح وأنت إنسان لم يخلقك الله لتعيش في نكد الحياة كل يوم .