مُذَكّرَاتُ امْرَأةٍ عَمْيَاء (3)

مُذَكّرَاتُ امْرَأةٍ عَمْيَاء (3)

كتبت / صافيناز المحجوب

لم يكن لحديثي فائدة ترتجى لأني ساعتها سأكون كمن يطلب من أفعي ألا تنفث سمها أو لعقرب ألا تلدغ فريستها فأثرت الصمت رغم أن داخلي بركان خامد في داخلة حمم تنتظر أول فرصة للخروج في ثورة بركانية تأكل حتي الحجر في طريقها . كنت أتحدث مع قريبة لي في تجمع عائلي وأستأذنت للمغادرة بعد مضي وقت ليس بالكثير فلست من محبي هذه التجمعات ليقيني بأنها مضيعة للوقت ومحل نميمة واكتساب للذنب وقبل فتح الباب والمغادرة أسمع قريبتي تقول لجارتها في الجلسة ” يا ريت ابنها هذا لفلانه ” عشت حياتي وأعيشها باحثة عن (الموكشا ) التي طالما جاهد للوصول اليها غاندي لا أحسد أحدا ولا ازرع الحقد في قلبي فيصيبني في روحي التي طالما جاهدت أن اجعلها طاهرة نقية لا يدخلها إلا خيرا ولا تتمنى الا الخير . كيف لتلك الوجوه التي تلاقينا بكل ترحاب أن تضمر كل هذا الحسد والشر لماذا اصبحنا نسقي نباتات الشر المتسلقة في قلوبنا لتغطي حياة مربيها ومن حوله لقد التفت تلك السامة حتي وصلتني فروعها في تلك الليلة كانت صدمتي كبيرة وعزائي الوحيد في قراءة سورة الفلق وان ادعوا الله ان يحفظ لي ابني من شر حاسد اذا حسد وقول عبد الله ابن المعتز “أصبر على حسد العدو فان صبرك قاتله فالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله ولربما نال الفتي بالصبر ما لم يأمله ولكن ما أعجبني فعلا قول الشاعر علي المروزي “كل العداوات قد ترجى إقالتها الا عداوة من عاداك من حسد ” العين حق ولكن ما يدعونا فعلا إلي الحزن هو تعمدنا حسد بعضنا البعض وتمني زوال النعمة فلماذا مع تقدم الحياة نتحول لاشرار لتصل الي درجة من التردي النفسي وتمني زوال نعم الله علي من حولنا قالت لي صديقة لطالما عرفتها محبة لفعل الخير لا تتوانى عن مساعدة من يحتاج ،ان أكثر ما يزعجني حقا عندما يأتيني أحد طالب مني مساعدة ويقول لي ( عطينا انتو عندكم فلوس ) اشعر فعلا بان هناك من يحسدك علي نعم الله عليك . وربما ما زلت اتساءل إلي الان هل كان يجب ان ارجع لقريبتي هذه لاقول لها ان العاطي والمانع هو الله ولست انت وتمنيك لزوال النعمة التي وهبها الله انما يدل علي ان داخلك مصاب بداء الحسد ولكن صمتي في ذلك اليوم هو صيانة لنفسي عن مجادلة السفهاء والحمد لله علي ضبط النفس ونعم الله التي لا تعد ولا تحصي واقتنعت قناعة كاملة بقول كريشنامورتي ( كن من البعد بحيث لا يكون بمستطاعهم ان يجدوك ان يمسكوا بك ليشكلوك ليقولبوك كن بعيدا جدا كالجبال كالهواء غير الملوث كن مم البعد بحيث لا يكون لك أهل ولا علاقات ولا أسرة ولا وطن كن من البعد بحيث لا تعرف حتى اين أنت إياك ان تدعهم يعثرون عليك إياك ان تحتك بهم احتكاكا ألصق مما ينبغي ) . صافيناز محجوب

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :