مُناجاةٌ

مُناجاةٌ

شعر :: المهدي الحمروني 

فِي غفوةِ الكونِ وضَجْعَةِ الخَلْقِ
وقبلَ صَحْوِ الطّيرِ
أثِقُ في ندائِكِ:
صباحُ الخيرِ يا حبيبتِي
لأنَّ الأثيرَ أكثرُ نقاءٍ لأجلِكِ
هَذا الأوانُ
كأمٍّ صَلبةٍ تَروغينَ مِنْ دَلالِي
وتقْمعِينَ نِدائِي
وكَإبنٍ بارٍ لَنْ أُشْرِكَ بِسُمُوِّكِ
تَتَوَضَّأُ الرّوحُ لِمُناجاتِكِ كلَّ فَجرِ
وتأؤُوبُ لبَيعتِكِ دُونَ رِدَّةٍ
أُوَلِّْي وجهِي صَوْبَ طَيْفِكِ
حاملاً كتابَكِ في صَدرِي
عابراً صَحَارَى من تراتيلٍ ضامئةٍ
إلى نارِ كَلامِكِ
لمشيئةٍ تشُدُّ مِنْ أزرِي
وتفْكُكُ عقدةً مِن لِسانِي
ولِْعَصَا لامأربَ لي فيها سوى خطابٍ
إليكِ في وجهِ السَحَرةِ
وأشقُّ بها البحرَ نحوَ نجاةٍ لِيُمْنِ حِجَابِك
بأنصارٍ مُلْهمين، إلى وادِيكِ المقدِّسِ بالشعرِ
ومحَيَّاكِ الباسمِ كآلهةٍ
لكِي أؤدِّي طوافَكِ بِحُرقَةِ تَوْبَةٍ
ونُسُكَكِ في ضراعةِ خُشوعٍ
وصلاتَكِ بحدسِ كهنوتٍ
وشَهادتَكِ ببساطَةِ وَرِعٍ
وتلِاوَتَك بفِطرةِ تدَيًُن
لْتَجُبِّي ماقبلَكِ من
مَعْصِيَةٍ
ونزقِ.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :