- أشرف البولاقي
في التاسع عشر من أغسطس
أريد أن أموتَ يا جيلان
قليلون جدًا
هؤلاءِ الذي فعلوها
وماتوا وهُم يحتفلون بعيد ميلادِهم.
سأمنح أصدقائي فرصةً طيبةً
ليكتبوا مرةً واحدةً في العامِ
أنهم يفتقدونني بينهم.
في التاسع عشر من أغسطس
سأصحو متعَبًا وحزينًا
أفكر في أشياءَ كثيرةٍ
أهمّها كيف يمكن أن أموتَ
دون أن يقول الناسُ
مات منتحرًا وسيدخل النار؟
سأفكر أن أفتحَ نافذةً في الفراغ
وألوّح لجماهيرَ غفيرةٍ
تهتف تحت بيتي:
“كل عامٍ أنت بخير أيها الوغد الجميل”
سأفكر في عشيقاتي اللواتي اكتشفن
أنهن ارتكبن الخطيئةَ في حق أزواجِهن؛
لأنني لم أكن مِن مواليد شهر مارس!
التاسع عشر من أغسطس
تاريخٌ مناسبٌ جدًا
للتوبةِ والعملِ الصالح
سأصير مؤمنًا وأصلّي
لا بأسَ أن أترك لِحيتي
ليعرف الناسُ
أنني أخيرًا التزمت بتعاليم ديني
سيقول الناس:
جاء المؤمنُ
ذهب المؤمن
سأنام مبكرًا كل ليلةٍ
لأستبدل بالحورَ العين
العشيقاتِ اللواتي تركنني.
لكنني وأنا مؤمنٌ هكذا
– بدءًا من التاسع عشر من أغسطس–
سأتذكر أن علماءَ راسخينَ في العلم
يقولون إنّ المؤمنَ دائمًا مصاب
وأن آخرين- يقال إنهم راسخونَ أيضًا-
يرون أنه مُبتَلى
وأنا ضعيفٌ جدًا
لا أحِب أن أصاب
ولا أن أُبتَلَى
فماذا أصنع؟
لا مناصَ يا حبيبتي
مِن أن أدخل النارَ
في التاسع عشر من أغسطس!