- أ / نيفين الهوني
شاعر فصيح وغنائي ومترجم وإعلامي تونسي عرف بالشعر الملتزم في ثمانينات القرن الماضي مع فرقة البحث الموسيقي بقابس ومجموعة الحمائم البيض بقصيدة الشّيخ الصّغير وفي التسعينات رافق الفنان لطفي بوشناق في مشروعه الغنائي كتب الأغنية العاطفية والوطنية ترجم أيضا للعربية مذكرات بودلير ودخل ميدان الصحافة المرئية في الإذاعة والتلفزة التونسية من أوسع أبوابهما. كتب للشيخ إمام بعض كلمات أغانيه مثل أغنية يا ولدي ولمجموعة البحث الموسيقي بقابس لديه العديد من الإصدارات منها مجموعاته الشعرية سبعة أقمار لحارسة القلعة(1982)، وأغنية النقابي الفصيح(1986 وأناشيد لزهرة الغبار (1991) والمعلّقة(1994) ونافخ الزجاج الأعمى.. أيامه وأعماله (2012) وترجم إلى العربية: يوميات شارل بودلير ومثالب الولادة وتاريخ ويوتوبيا لـ إميل سيوران وروايات لـ جيلبرت سينويه، ونعيم قطّان هو الشاعر والمترجم والثائر المناضل التونسي آدم فتحي الذي توقف فترة عن الكتابة ثم عاد فكتب الروائي كمال الرياحي عن عودته تحت عنوان شاعر بين ثورتين (من بين مكاسب الانتفاضة التونسية عودة الشاعر آدم فتحي إلى الساحة الثقافية بنشر كتابه الجديد نافخ الزجاج الأعمى، أيامه وأعماله عن دار الجمل بألمانيا، وحضوره الكبير بالتظاهرات الثقافية في تونس وخارجها، باعتباره واحدا من الشعراء المقاومين في العهد البورقيبي ومقاوما ثقافيا في عهد بن علي، باستراتيجية تتناسب مع الدكتاتورية المستأدبة عاد فتحي بمخزون كبير من الكتابة ومن الطاقة والعطاء لانتفاضة بلده، خاصة مع عودة الفرق الموسيقية التي كانت تشدو بقصائده في الثمانينات كمجموعة “البحث الموسيقي”، وظهور مجموعات أخرى منتصرة للفن الملتزم وإحياء تجارب الفنانين الكبار كنادي أحباء الشيخ إمام ومجموعة “وجد” وتواصل عطاء مجموعة أجراس للفنان والباحث عادل بوعلاق ثم يستطرد في جانب آخر من قراءته فيقول الرياحي عن الشاعر (يبدو كتابه الشعري الجديد “نافخ الزجاج الأعمى أيامه وأعماله” أشبه بسيرة ذاتية شعرية تروي قصة حياة آدم فتحي منذ الميلاد إلى الآن راصدا كل أحزانه وأفراحه وانكساراته وأحلام وطنه وخيانات أصدقائه وتحطم العالم من حوله وتداعي القيم وانسحاب الماء من الوجوه. سيرة تروي قصة السقوط المدوي لأحلام الشاعر بسقوط البلاد في يد الدكتاتور وفي وحل النفاق للدكتاتور هو سيرة ذاتية يائسة من شعب خامل، حالمة مع ذلك بدونكشيتية الشعراء بالانتفاضة القادمة، والتي لا يتنبأ بها إلا الشعراء كما تنبأ قبله الشابي بالانتصار على المستعمر، فالشعراء وقود الثورات و”خيول بريد” الانتفاضات.)من أبرز نصوصه والتي غناها الفنان لطفي بوشناق (أحمال قلبي نعد ما نكملها / الاجبال ما تقدرش تتحملها / أحمال قلبي ثقيلة/ نا شورها من الضعف عامل حيلة / لا يكيدني شوك الثنايا طويلة / و لا يكيدني الاحمال كي نحملها / ويكيدني فراق الحبايب ليلة/ والفراق ناروا تزيد كي نخملها / احمال قلبي عديدة / مع كل خطوة تطلع التنهيدة / وفي كل يوم تزيد علة جديدة / وما عرفت كيف جروحي نتحملها/ سكة حياتي واعرة وعنيدة/ رحلة سفر مكتوبلي نكملها / ف احمال قلبي نقاسي / وعديت عمري في الحبيب نواسي/ يا موج بحري عليش عالي وقاسي / وغيري الشطوط الآمنة يوصلها / نفسي عزيزة وما نوطي راسي / نا نحب هكا كلمتي نوصلها ) قال حين أجاب عن سؤال للصحافي عمار مرياش ما الذي تتمنّاه للشعر العربيّ؟ وذلك في صحيفة العربي الجديد تحت عنوان هموم شعرية (أتمنّى له ما أتمنّى للمواطن العربيّ: الحريّة والكرامة وتحقيق الذات. الشعر تَعدُّدٌ والبعض يتعامل معه بذهنيّة “البُعْد الواحد”. هو تفتُّحٌ والبعضُ “إقصاء”. هو بحثٌ والبعضُ “يقين”. هو تحرُّرٌ والبعض “أقفاص ودكاكين”. الغريب في الأمر أنّ هذا “البعض” يُضيّق عليه بدعوى الدفاع عنه. لقد “نُعِيَ” الشّعر أكثر من مرّة وأثبت في كلّ مرّة أنّه حَيٌّ “يُكْتَب” ويُدافع عن نفسه. فَلْيُجَنَّبْ شرَّ البعض من “أصدقائه” أمّا أعداؤُه فهو كفيل بهم.)