- فسانيا :: سالم الحريك
هذا التقرير يأتي في إطار مبادرة بعنوان ( قياس الرأي العام كوسيلة لعمل استراتيجيات أفضل لبناء السلام ) ضمن مشروع شباب سرت 2020 الذي أشرفت عليه منظمة مسارات للسلام والتنمية بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في ليبيا.
الحوار الوطني
” تفاؤل وثقة بقدرة الأطراف الليبية على تجاوز التحديات “
مقدمة:-
يعتبر استطلاع الرأي العام أول أنواع المسحللرأي العام وهو عبارة عن وصف تلخيصي يستهدف التعريف السريع بالرأي العام حول قضية ما قد تكون سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ومعرفة مدى حجم الموافقة والقبول والرفض من قبل الرأي العام تجاه هذه القضية ويعطي هذا النوع من الاستطلاعات نتائج سريعة توضح النسبة المئوية للرفض والقبول وابداء الرأي ويتسم كذلك بالحالية والفورية ولكنه لا يعطي نتائج متعمقة عن اتجاهات الرأي العام تجاه القضية المطروحة لاستطلاع الرأي حولها ونتائج استطلاع الرأي تفيد كل المهتمين من إعلاميين وباحثين ومسؤولين, وتساعدهم في عملية اتخاذ القرارات وصياغة البرامج المختلفة وتحديد الأهداف ,كما أنها توفركم اضخما من المعلومات النسبية تجاه القضايا التي تم استطلاع رأي بشأنها وبالتالي جاء عنوان المبادرة ” قياس الرأي العام كوسيلة لعمل استراتيجيات أفضل لبناء السلام” من خلال استطلاع رأي الكتروني تم نشره على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك واستهداف عينات عشوائية من مختلف المدن والمناطق الليبية.
فكرة الاستطلاع:-
قد دار في ذهن من قابله الاستطلاع أو قام بالمشاركة فيه أو من سيقرأ نتائجه في هذا التقرير الآن أو من سيقابله استطلاع أخرسؤال هام ألا وهو ما هي الجهة المستطلعة، أهي شركة متخصصة بالاستطلاعات، أم مركز أبحاث، أو حملة سياسية، أو مجموعة أخرى؟ هذا هو دائماً السؤال المطروح في البداية.
جاءت فكرة الاستطلاعبعد أن أطلقت منظمة مسارات للسلام والتنمية وهي إحدى منظمات المجتمع المدني في ليبيا وبالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان مشروعاً تحت عنوان شباب سرت 2020 واستهدف المشروع العديد من الفئات داخل المدينة من بينها فئة الإعلاميين حيث كنتُ من بين المشاركين في هذه الفئة.
تخلل المشروع سلسلة من الدورات التدريبية وأختتم بدورة في كيفية كتابة مقترحات المشاريع على أن تتضمن هذه المقترحات استخداماً لوسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها وعلى أن تكون في الإطار والسياق الداعم للسلام والتنمية.
فقدمت مبادرة بعنوان ( قياس الرأي العام كوسيلة لعمل استراتيجيات أفضل لبناء السلام ) والهدف منها هو عمل استطلاع رأي إلكتروني يتم نشره على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك باعتباره يشكل التواجد الأكبر لليبيين على منصات التواصل الاجتماعي وكانت من بين المبادرات التي تم قبولها ودعمها.
المنهجية والأسلوب المتبع في الاستطلاع:-
في كل الأحوال استطلاعات الرأي تعطي أجوبة تقريبية، فكلما زاد حجم العينة كلما زاد ضمان الدقة والثقة في نتائج الاستطلاع نظراً لحجم العينة بالإضافة إلى عشوائية العينة واختيار المشاركين في الاستطلاع وهذا ما أستطيع ضمانه إلى حد بعيد من خلال استمارة استطلاع الكترونية وذلك عن طريق استهدافهم بالإعلانات الممولة كل منطقة جغرافية بمعزل عن المنطقة الأخرى لضمان محدودية الاستهداف والمشاركات من مناطق مختلفة من كافة أرجاء ليبيا حتى أٌغلقت الاستطلاع وقبول المشاركات عند 500 مشاركة و ذلك بعد استبعاد بعض المشاركات المبنية على عشوائية اختياراتها.
وبالتالي كان الاستطلاع الأول متعلق بالحوار الوطني وضرورته وامكانية القيام به وماهي الأطراف الفاعلة أو المعرقلة لهذا الحوار
نتائج الاستطلاع:-
ولنبدأ بالمعلومات والبيانات الشخصية بشكل عام حيث كانت على النحو التالي :-
من حيث التنوع في المشاركة بين الجنسين من بين اجمالي 500 مشاركة في الاستطلاع كانت النسبة متقاربة إلى حد ما حيث بلغت نسبة الذكور حوالي 52.6% فيما بلغت نسبة الإناث 47.4% ما يشكل تنوعاً وتقارباً كبيرا في عدد المشاركات من الجنسين.
أما من حيث الفئة العمرية فكانت النسبة الأكبر من المشاركين هم من جيل التسعينات حيث بلغت نسبتهم 45.4% ما يعطي نتائج هذا الاستطلاع ربما روح الشباب آرائهم وتطلعاتهم وتصوراتهم للواقع العام.
يليهم جيل الثمانينات حيث بلغت نسبة المشاركين من هذا الجيل 18% وبنسبة متقاربة أيضا جاء جيل الألفينات بنسبة 17.8% أما جيل السبعينات فبلغت نسبتهم 13% أما النسب الأقل من المشاركين فكانت لجيل الستينات والخمسينات ومن هم فوق ذلك فجاءت نسبة المشاركين من جيل الستينات 3% وجيل الخمسينات 2.4% أما من هم فوق ذلك 0.4%.
فيما يتعلق بالمؤهل العلمي للمشاركين في الاستطلاع كانت الغالبية العظمى هم من حاملي المؤهل الجامعي حيث بلغت نسبتهم 68.8% ما يعني أننا أمام فئة جيدة من المشاركين ناضجة علمياً وفكريا في اختياراتها ما يعطي نتائج هذا الاستطلاع شيء من الحقيقة والتفسيرات الواقعية التي تراها الفئة المتعلمة في البلاد.
وجاءت نسبة الحاملين للمؤهل العلمي الثانوي 16.4% وبلغت نسبة المشاركين من حملة درجة الماجستير 7% والدكتوراه 5.4% أما حاملي شهادة التعليم الأساسي فنسبتهم 1.6% و المرحلة الابتدائية 0.8%.
بعد أن أخذنا نبذة عن المشاركين في الاستطلاع نأتي إلى الأسئلة المطروحة في الاستطلاع والمتعلقة بالحوار الوطني حيث تعمدت طرحها في قالب مباشر وبسيط لمعرفة تقييم الفئات المستطلعة لضرورة الحوار بالنسبة لهم بالإضافة الى تفاؤلهم بإمكانية القيام به بشكل شامل وفعال وكذلك الأطراف الداعمة أو المعرقلة للحوار ومدى ثقة الجميع بالأطراف المحلية ومدى قدرتهم على الدخول بحوار وطني حقيقي و لنرى كيف كانت اجابات المشاركين.
الأسئلة المطروحة:-
مع ترتيب الأجوبة بناء على الأعلى نسبة إلى الأقل.
هل ترى بأن الحوار الوطني ضروري كخطوة باتجاه السلام؟
- نعم ضروري جدا (75.8%)
- ضروري إلى حد ما (20.6%)
- غير ضروري (3.6%)
هل ترى بالإمكان القيام بحوار وطني شامل وفعال؟
- نعم يمكن ذلك (51.8%)
- نعم ولكن من الصعب جدا (44.4%)
- لا يمكن ذلك (3.8%)
ماهي الأطراف الفاعلة التي من الممكن أن تدفع باتجاه الحوار الوطني؟
- أطراف محلية (48.2%)
- أطراف دولية (36.6%)
- أطراف إقليمية وعربية (15.2%)
ماهي الأطراف التي من الممكن أن تقوم بعرقلة الحوار الوطني؟
- أطراف دولية (53.6%)
- أطراف محلية (24%)
- أطراف إقليمية وعربية (22.4%)
هل تثق بقدرة الأطراف المحلية الليبية على الدخول في حوار وطني حقيقي؟
- واثق إلى حد ما (41.8%)
- واثق بشكل كبير (31.8%)
- غير واثق (26.4%)
الخلاصة:-
ما نستطيع استخلاصه واستنتاجه في هذا الاستطلاع من خلال النسب والبيانات الواردة هو أن الغالبية العظمى من الليبيين يرون الحوار الوطني كضرورة جادة وملحة بالإضافة الى ثقتهم بإمكانية القيام بالحوار الوطني الشامل والفعال مع وجود صعوبة في ذلك كما يرون أن أبرز الأطراف الفاعلة التي من الممكن أن تدفع باتجاه الحوار الوطني هي الأطراف المحلية والوطنية وكذلك الأطراف الدولية حيث تساهم بالدفع باتجاه الحوار الوطني كما من الممكن أن تلعب دورا مناقضاً لذلك من خلال عرقلة هذا الحوار.
وكذلك عبرت نسبة كبيرة من المشاركين في الاستطلاع عن ثقتهم في قدرة الأطراف المحلية الليبية على الدخول في حوار وطني حقيقي.
واذ نتناول مفهوم الحوار الوطني هنا فإننا لا نقصد حواراً سياسياً ضيقاً بقدر ما نعني ذلك الحوار الشامل والفعال والذي يشارك فيه كافة الليبيين دون أي إقصاء أو تهميش حتى يساهم الجميع بالدفع باتجاه السلام الوطني الكامل والشامل الذي يتمناه ويأمله كل الليبيين.
وللتنويه تؤثر الأحداث عموماً وبشكل درامي على نتائج الاستطلاعوبالتالي يجب أن يعتمد التفسير والتحليل لاستطلاع الرأي على الوقت الذي أجري فيه بالنسبة للأحداث الرئيسية والوقتية التي تمر بها البلاد وحتى أحدث نتائج الاستطلاع يمكن إدراكها عن طريق ربطها بالأحداث المختلفة وما تشهده الساحة من تغيرات.
و يمكن ان تكون نتائج الاستطلاع المنجزة في فترة ما صالحة تماماً، ولكن الأحداث التي جرت وقتها لا علاقة لها بالرأي العام الحالي وتوجهاته على كل حال.