نزيفُ الشمس

نزيفُ الشمس

د.عبير خالد يحى

هل فعلًا شمسُ بلادي

 تشرقُ في الأنفوشي

وتغسلُ أشعتُها شوارعَ طرطوسْ…؟

وينامُ الليلُ

بأحضانِ البحرِ

وعيونُ الأطفالِ

تعزفُ ألحانَ السِحْرِ

وأحاديثُ الحبِّ

تداعبُ أهدابَ القلبِ

وتلاعبُ أغصانَ شجيراتِ الفِرْدَوسْ

ينحسرُ الهمُّ قليلًا

ويجفُّ عرقُ الآباءْ

يقفُ الخبزُ اليابسُ

عندَ طواحينِ العقلْ

يغزوهُ الذُّلْ

بينَ فكوكِ الأبناءْ

فأرى قمرَ  الشامِ  حزينًا

يعلوهُ شحوبٌ لفراقِ أنترادوسْ

مِنْ نزفِ  كنانةَ

لطُوْفانِ دماءِ التأريخْ

آهٍ يا جُرحَ القدسِ

وحزنَ الأهرامِ

ودموعَ الثكلى

وبكاءَ أبي الهولْ 

ونشيجَ الدلتا

وسكاكينَ التجريح…

ماذا أذكرْ …

وماذا أنسى

بلدي قدْ ضاعَ

وما أقسى

بكاءُكِ يا سيناءْ

فكوكُ الشيطانِ

تلوكُ بلحمي

وتبعثرُ  أشلاءَ النيلِ

تحتَ بَساطيلِ  الغرباءْ

ستهبُّ جيوشُ النخلِ

تغطّي هضابَ

كنانةَ و السهلِ

حلبٌ تحملُ قُرْبةَ حبٍّ

تقطُرُ  تفّاحًا

وسلاما

وينامُ الجرحُ بظلِّ الزيتونْ

 تمدُّ سموحةُ يدَها لتصافحَ

 يدَ أروادْ

وترسلُ شمسُ بلادي

خيوطًا من ذهبٍ

تغطي سماءَ دمشقَ وبغدادْ

عيونُ الشرفاءِ

طُوْفانٌ من دمعٍ

 ينزفُهُ أبطالُ القدسِ

وشيوخُ العُرْبِ

 ونساءُ الموصلِ

وتبكيهِ بحُرقة

 عيونُك يا صنعاءْ

أعراسُ بلادي

أسرابُ نوارسْ

تزفُّ طوابيرَ الشهداءْ….

هلْ تشرقُ شمسُ بلادي في الأنفوشي يومًا

وتغطي أشعتُها شوارعَ طرطوسْ…؟

أمْ هو حلمٌ في ليلةِ صيفٍ

 يحكيهِ عريسٌ لعروسْ….؟

من مجموعتي الشعرية:

قصيدة لم تكتمل

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :