نظرتي

نظرتي

  • سالم ابوخزام

“يقال لا تأتي المصائب فرادى ” فقد جاءت إلى غات كلها ودفعة واحدة . تشرد الجميع من بيوتهم وديارهم وتركوا كل شيء وفي لحظات لاذ الجميع بالخلاء بحثا عن الحياة . إن الصدمة الأولى هي التشبث بالبقاء والتمسك به . غرقت البيوت والمساكن بما فيها ودمرت الطبيعة في لحظة واحدة كل معنى للحياة !! تعطلت الكهرباء وفقد الماء وانهارت الخدمات في المباني الحكومية ، وقد جاء يوم القيامة لِغَات وركبت الناس قوارب النجاة ، في يوم يفر المرء من أخيه وصاحبته وبنيه !! ..جاء اليوم الأول وحل الظلام بِغَات وتلاطمت أمواج السيول ولم تعد تهتدي الدواب إلى طريق للنجاة واختلطت أصواتها ثُغاءً وصياحا لعل من ينجد أحدا يستغيث !! وسط هذه العتمة وهذا الظلام وكل هذا الانهيار والإفقار ظهر معدن الإنسان الليبي من كل حدب وصوب ” لبيكِ غات ” وبدأت تنهال من كل جنبات ليبيا الحبيبة أواصر الغوث الصادقة والمحبة الغامرة بلا منة أو رياء كل مايساعد على غطاء وفرش وبقاء ، وأكل وماء ودواء وإسكان عاجل . جاء كل ذلك من كل أنحاء ليبيا دونما استثناء ليثبت أمام الليبيين قبل غيرهم أننا أسرة واحدة مهما لونتهم السياسة وصبغتهم بأشكال أخرى ، فانتفت المعتقدات التي عول عليها الكثيرون في تجذير الخلافات بيننا ، وظهرت بما لايدع مجالا للشك عظمة الإنسان الليبي وتعاليه عن الصغائر في لحظة الشدائد وكنا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا . فأنقلبت أيام غات الحبيبة بفعل التأثيرات المعنوية إلى زهو وتحدٍ وانتصار حيث تماسكت الأيادي وتشابكت لترتفع معا بألم واحد ، وأمل متجدد لتبقى غات صامدة وتهزم السيول وتتحدى الطبيعة الغاضبة من وديان أكاكوس . جاء الشرق ، والغرب ، وهب الجنوب ، ووصل الجيران والأهل الجُنُب ، وانصهر أهل غات وسط أهاليهم . فقد أثبت الشعب الليبي أمام الجميع أننا وحدة واحدة . أ.سالم أبوخزام.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :