كتب :: سالم ابوخزام
نظرتي:
حري بنا كليبيين أن نعرف إلى متى سنظل هكذا نرمي بليبيا في الجحيم؟ وكأنها ليست بلادنا أو أنها بلاد لغيرنا . ليس ثمة آخرون معنيون بليبيا غيرنا ، هذه حقيقة لا جدال فيها ، كما أنه ليس ثمة آخرون معنيون بفزان والجنوب قبلنا وبمقدار اهتمامنا ، فتلك حقيقة أخرى ومسلمة أظن . ..في ظل إخفاق حكومة فاسدة وفي أحسن الأحوال حكومة عرجاء ، لجأ الناس إلى نظم اجتماعية أو تكوينات مناطقية أفرزت إلينا مجالس ، مجالس بعناونين كثيرة للتصدي لما يجب أن تنجزه الحكومة فجاءت مسميات الأعيان ، الوجهاء ، وتنادى الحكماء من المجالس الاجتماعية وتوالت على الفور مجالس القبائل الشريفة وأخرى تحت عنوان المجلس الأعلى وهكذا دواليك . ..تحركت تلك المجالس لإطفاء النيران في كل مكان من فزان باستخدام “المسكنات ” في انتظار عون من حكومة أو جيش ، إلا أن ذلك لم يحدث كما حلم المواطنون السكان . ..إن تسجيل عملية السلام الناجح في مدينة أوباري بدت وكأنها الاستثناء الوحيد لأسباب كثيرة في مقدمتها رغبة إرادة أطراف الصراع في وجوب إنهاء الاقتتال ووضع حد لآلة الحرب وكان للإدارة المتجانسة وجماعية التفكير وكتابة خطة مدروسة أنجحتها المشاركة والرغبة في السلام والأمن بالتطلع إلى المستقبل والتنمية في تحالف مجتمعي ضد الشيطان الرجيم من دواعي التألق والنجاح ، فأصبحت مدينة أوباري استثناء وسط كل مايجري بفزان لتبدأ أوباري في حصد ثمار سلامها الناجح كل يوم . ..هذه سبها درة مدائن الجنوب تترنح تحت ضربات مستمرة موجعة وبمختلف صنوف الأسلحة وبمختلف صنوف الإجرام والإجهاز على كل شيء فيها ، كل جمالها وشوارعها وأبنيتها ومؤسساتها وإداراتها بل وتاريخها وآثارها الخالدة . ..يجرى تفكيك لخيوطها الاجتماعية البديعة المذهلة بقطع أوصالها أو إحراقها باللهب والدخان في كل أمكنتها وحواريها في ليلها الحالك أو نهارها البائس للأسف . ..يجب أن تتحول الريبة والشك وحتى الأحقاد والضغائن والبغضاء إلى مصارحة لضرب ذلك ” الإبليس الرجيم ” الذي يتراقص بطبول الفتنة حين تلتئم جلسات الأخيار في كل لقاء من أجل أن يقوض كل خطوة تسير في اتجاه إعادة الأوضاع الرائعة لدرة المدائن تلك .
نظرتي :
رأيت أن الحكماء قد تاهت حكمتهم والأعيان والوجهاء والمجالس العليا كلها وقد انبرت إلى الانخراط في السياسة وتحولت هذه الأجساد إلى دكتاتوريات تقودها رؤوس بلا أطراف ، فأصبحت أجساد لاترى ولاتسمع ولاتنصت لرأي أو نظرة وبالتالي لا ترسم أو تخطط إلا لهلام ليتحول المشهد والبانوراما في سبها الحبيبة إلى فسيفساء متشظية تعمق للانقسام وتجذره وتغوص في أعماقه ، الأمر الذي يجعلنا نناديهم بضرورة التوقف والتنحي جانبا فقد تاهت بوصلاتهم ، ولم يتبق إلا الحفاظ على ماتحقق وحسنا تفعلون حين تتوقفون عن الإبحار في طين الأخطاء . ..آخرون خططوا لافتكاك أوطاننا وبلداننا لإنقاذ شعوبهم وتحقيق تطلعاتهم بثرواتنا وأموالنا وباستخدامنا وقودا للموت والتدمير ونحن نتراقص فرحا !! ..آخرون جاؤوا إلينا دون حضورهم وكتبوا بوضوح إلينا ” هذه مجرد بداية !! ” إن بداية إسقاط أقطارنا واحدة تلو الأخرى ثم إسقاط مناطقنا واحدة تلو الأخرى كان يعني بداية التنفيذ . ..إنني إذ أكتب مقالتي اليوم للوطن والتاريخ فلن أذهب إلى التفاصيل لمعرفتي أن إبليس والشيطان الرجيم يكمن هنا !! ..دعاوى وتفسيرات زائفة فليس من حقيقة واضحة سوى أن الصليب ممسوك بيد القيادة ولعل ” الرب والإنسان في المكتب البيضاوي !! “ولن نتنفس الصعداء مطلقا مالم نفكر ونسابق الزمن محليا و إقليميا وعربيا ودوليا أيضا لنتجاوز كل مجالسنا المهيضة وحكوماتنا العرجاء بقبول فكرة (بيت العقل العربي ) !! ..على بلداننا العربية استحداث مجلس حكماء التمة العربية من المتخصصين في الاستراتيجية العسكرية ، وأيضا الاقتصادية ، السياسية ، الثقافية ، الاجتماعية والفكرية والإبداعية والعلوم الإنسانية من شخصيات وطنية بفضاءات رحبة وعلى درجة عالية من الكفاءة والعلمية ولبناء لجنة تنفيذية . يتولى المجلس تحديد الأخطار التي تتعرض لها أقطارنا العربية على المدى القريب والبعيد ووضع الرؤى والتصورات وكافة السيناريوهات لمواجهة تلك الأخطار التي بدأت تدكنا لإيقافها ومعرفة أبعادها . ..تصل الرؤى والتقارير إلى الساسة ورؤساء الدول العربية والحكومات ومؤسساتها ومجالسها المختلفة من أجل تطبيق السياسات الكفيلة بإجهاضها للحفاظ على أراض وشعب وأمة مهددة بالتمزيق والفناء ، من أجل نهب الثروات وتشتيتنا جميعا . ..يصار إلى متابعة الدول المنفذة للرؤى والتصورات ويعلن بيان سنوي في الخصوص لإعلام الشعب العربي بدول الالتزام ودول التراجع والنكوص من أجل أمن عربي واحد ومستقبل واحد يعرف ويدرك بانوراما المشهد دون التفاصيل . أ.سالم أبوخزام .