نَـظْـرَتِـي

نَـظْـرَتِـي

كتب :: سالم ابوخزام 

ثمة أصوات مبحوحة تردد أن ليبيا دولة اتحادية والموقف يتطلب العودة بها مجددا إلى النظام الفدرالي . يود أولئك إقناع جماهير شعبنا في جميع أنحاء الوطن بأن النظام الاتحادي يحدث التنمية المكانية وينجز محاصصة متوازية لليبيين عدلا في كل الولايات أو الأقاليم !! كما تردد قياداتهم وأقلامهم عبر بعض المواقع أن ليبيا دولة شاسعة المساحة وبالتالي لا يمكن السيطرة عليها إلا بنظام اتحادي حيث يستطيع كل إقليم إدارة نفسه وفقا لأعلى المعايير كما يخاطبون عامة الناس اليوم بكل أسف . ..أتيحت لي خلال الأسبوع الأول من أغسطس الجاري زيارة للشرق الليبي الحبيب ومدينة بنغازي العامرة ؛ ومن عين المكان رأيت وسمعت وعايشت أن الفدراليين أو الاتحاديين كما يسمون أنفسهم في بعض الأحيان لا تكاد تراهم إلا باستخدام “المجهر” !! ..الفدراليون قلة قليلة غير مؤثرة في المشهد الليبي حاضره ومستقبله ؛ يغردون خارج السرب الوطني ، كأدوات تجاوزها الزمن . ..الجموع في مدينة بنغازي ومناطقنا الشرقية إلى جانب ليبيا دولة واحدة موحدة تبحث عن صيغ جديدة أساسها لا مركزية . ..اللامركزية حق مشروع للجميع تلبيه مسميات العصر الحديث المحافظات أو البلديات أو أية تسميات أخرى ، فالأهم في الطرح وحدة البلاد وتماسكها وتفويت الفرصة على أية أفكار انفصالية يدعو لها كل فدرالي كخطوة أولى نحو تقسيم البلاد تنفيذا لمخططات المتآمرين على ليبيا الحبيبة . ..الاتحاديون الفدراليون الانفاصليون ، ينصبون شباكهم للإيقاع ببلادنا في أوحال أخرى نحتاج إلى عشرات السنيين لتجاوزها فيما لو حصلت لاسمح الله ؛ ويعزون ذلك إلى عدم القدرة في إدارة بلاد شاسعة متباعدة المساحات والمسافات بين أرجائها! مسافات شاسعة في عالم التقنيات والتكنولوجيا وثورة الاتصالات وانفجارها العظيم ، فبالضغط على “مفتاح” مبسط تجد العالم بين يديك ، ناهيكم ليبيا !! إن وسائط الاتصالات المتعددة ووسائل الاتصال من طرق معبدة وطيران وهاتف وإنترنت في عالم السرعة الفائقة هو من يجيب الانفاصليين ، فالعالم اليوم بات قرية صغيرة فما بالكم بليبيا المحدودة في وسط عالم صار يؤمن بالفضاءات للتلاقي وليس التفدرل والانفصال . ..الحق أقول إن أهلنا في الشرق لا يقبلون بغير ليبيا موحدة حربا أوسلاما وهذا مايبعث الأمل بأن شعبنا قد أدرك بما لايدع مجالا للشك بأن ليبيا قد تعرضت إلى مؤامرة ضخمة تبينت خيوطها وأدواتها أمام الجميع بجلاء مما يتوجب اصطفافنا معا لإبقاء ليبيا بنفس خارطتها البهية وبشعبها المنصهر في بوتقة واحدة وما أكثر قواسمنا المشتركة للتدليل أننا وطن متأصل لا يقبل الذل والهوان أو النكوص . ..يجب أن نتجاوز ثلاثًـا ، الانقسام ، الحرب الأهلية ، الاحتلال الجديد بأساليب حديثة !! تجاوز تلك العناوين الآثمة يعني تجاوز كل الخطوب ما يعني أن ليبيا ستنهض مجددا قوية وأصيلة وبثوب جديد رغما عن الانفصاليين أذناب الاستعمار البغيض بكل مخططاتهم . ..فلتتشابك الأيادي وتتوحد القلوب وتدق أكعاب جيشنا أديم الأرض بقوة فليبيا لنا معا وصفا واحدا.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :