انخفض تدفق اللاجئين من ليبيا إلى إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط خلال الأشهر الأخيرة بصورة ملحوظة. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإن هذا يثير اشتباهًا بأن إيطاليا تدفع أمولاً لقادة المجموعات المسلحة الليبية مقابل منع تدفق اللاجئين. لكن السلطات الإيطالية تنفي دفعها أي مبلغ لهؤلاء.
وتفيد الإحصاءات الأخيرة بأن عدد المهاجرين الذين وصلوا حتى شهر أغسطس في العام الماضي إلى إيطاليا من ليبيا عبر البحر الأبيض المتوسط، انخفض بنسبة 85 في المئة ليصبح ألفين و700 لاجئ، مقابل 18 ألفًا في العام الماضي. ويثير هذا الانخفاض الكبير تساؤلات عديدة. فبحسب صحيفة نيويورك تايمز، تحوم الشكوك حول السلطات الإيطالية التي يُعتقد بأنها تدفع أموالاً للقادة الميدانيين، الذين ينظمون موجات الهجرة من ليبيا إلى أوروبا. وقد أشار المدافعون عن حقوق الإنسان مرات عديدة إلى أن الظروف داخل مخيمات اللاجئين في ليبيا تماثل ظروف معسكرات الاعتقال.
أما في إيطاليا فيفندون هذا الأمر وينكرون دفع أي مبلغ للمسؤولين لقادة المجموعات، ويفسرون انخفاض نسبة اللاجئين بالجهود الدبلوماسية التي يبذلونها في هذا المجال. وتشير نيويورك تايمز إلى أن إيطاليا كانت تدفع سابقًا لمعمر القذافي مقابل منع الهجرة.
من جانبه قال الخبير في الشؤون الليبية لدى المجلس الأوروبي للشؤون الدولية، ماتيا توالدو، إن “هذا في جوهره يشبه ما كانت إيطاليا تفعله مع القذافي. ولكن الآن بمقاييس أكبر، لأنها الآن تدفع للعشرات من قادة المجموعات الليبية، بدلاً من واحد… وحتى لو لم تكن تدفع شيئًا، فإن هذا يعني أن قادة المجموعات يتحكمون في بوابة أوروبا، أي أنهم يملكون أداة مؤثرة كبيرة”.
ماتيا توالدو
أما صحيفة “راينش بوست” الألمانية فتقول إن السلطات الإيطالية قد تكون دفعت مبالغ إلى أحمد الدباشي قائد إحدى المجموعات المسلحة بصبراتة، الذي كان مسؤولاً عن تدفق موجات اللاجئين، ولكنه في الأشهر الثلاثة الأخيرة يمنع ذلك. فأحمد الدباشي و500 مسلح تابعون له يسيطرون على الساحل الليبي في صبراتة ويمنعون تدفق اللاجئين إلى ايطاليا. وبحسب صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية، قد تكون السلطات الإيطالية قد دفعت لدبشي ما بين 5 و10 ملايين يورو.
كما تدفع إيطاليا الأموال إلى الحكومة الليبية لتحسين نظام السيطرة على سواحل ليبيا، التي لا تسيطر على معظم مناطق ليبيا.
ويذكر أن إيطاليا سبق أن انتقدت بلدان الاتحاد الأوروبي لأنها لا تقدم لها المساعدة اللازمة لمكافحة تدفق اللاجئين.
في حين أن وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي بدأ يسهم بنشاط في الشؤون الداخلية لليبيا، ويتعاون بجدية مع قادة المجموعات الليبية. وقد وصف محمد الدايري، وزير خارجية إحدى الحكومات الطامحة بالسلطة في ليبيا، (الحكومة الليبية الموقتة برئاسة عبدالله الثني – المترجم) سياسة إيطاليا بالكارثية، وقال: “نحن نعلم جشع هذه المجموعات حيث يمكنها استخدام هذه المبالغ في شراء الأسلحة”.
هذا وإضافة إلى ليبيا يوجد لدى الراغبين في اللجوء طرق أخرى للوصول إلى إيطاليا. فمثلاً بدأوا يتوجهون إليها من الجزائر عبر البحر الأبيض المتوسط، حيث بلغ عددهم منذ بداية السنة الحالية زهاء 800 شخص.