يشكو بعض الأشخاص طنينًا في الأذن، سواء في أذن واحدة أو في الأذنين. وفي كلتا الحالتين يجد المريض نفسه في دوامة مغلقة تؤثر على حياته اليومية والنفسية.
أسباب كثيرة مسؤولة عن هذا الطنين، بعضها مرتبط بمشاكل صحّية وبعضها الآخر ما زال مجهولاً حتى اليوم. لكن لا داعي للقلق، فالطنين في الأذنين دون تأثيره على السمع لا يُشكل أيّ خطر على صحّة المريض، لكن إذا كان الطنين في أذن واحدة فعندها يجب عليه مراجعة الطبيب سريعاً.
فما دلالات الطنين وكيف يعالج؟
يرى الاختصاصي في أمراض الأنف والأذن والحنجرة بسام رومانوس أنه علينا أن نميّز بين “الطنين في أذن واحدة عند المريض الذي يفرض عليه استشارة الطبيب لمعرفة سبب الطنين وعلاجه، وبين الطنين في الأذنين دون أن يؤثر على سمعه الذي لا يعدّ خطراً والذي لا تمكن معالجته إلا إذا أصبح مؤثراً على نفسية المريض”.
وتختلف أسباب الطنين باختلاف درجاته وحالاته، لكن برأي رومانوس “أنّ أسباب الطنين في الأذنين ما زالت مجهولة إلا أنها لا تؤثر على الشخص بأيّ شكل من الأشكال سوى أنها تعدّ مصدر إزعاج. صحيح أننا نجهل أسبابها لكننا متأكدون أنها لا تشكل خطراً على صحّة المريض. لذلك نتأكد من أنّ الطنين في الأذنين لا يؤثر على سمعه وليس ناتجاً من التهاب في الحنجرة أو في الأسنان”.
أما أسباب الطنين في أذن واحدة، وفق الاختصاصي، “فبإمكانها أن تكون مرتبطة بالدماغ أو بورم ما، لكن علينا أن نعرف أيضاً أنه نادراً ما يكون ناتجاً من مرض خطِر. كذلك من الهامّ أن نراقب ما إذا كان الطنين مترافقاً مع دوخة أو ضعف سمع أو معدلات في دقات القلب، وفي هذه الحالات تجب معالجتها. كذلك الهامّ جداً على الشخص الذين يعاني طنيناً في الأذن مراجعة الطبيب مرة واحدة فقط للتأكد من أنّ الطنين لا يُخفي وراءه أسباباً ومشاكل صحّية أخرى”.
علماً أنّ معظم الأشخاص يستشيرون الطبيب للاطمئنان فقط وعندما يتأكدون أنه ليس هناك من شيء خطر يرتاحون وينسون الطنين.
هل من علاجات؟
يؤكد رومانوس أنه “هامّ جداً البحث عن سبب الطنين حتى نعالجه، مثلاً إذا كان الشخص يعاني ألماً نتيجة ضرس العقل الموجود على جهة اليمين فبإمكان ذلك أن يُسبب له طنيناً في أذنه اليمنى. وعند اقتلاع الضرس تُشفى أذنه. كما أنّ تناول بعض الأدوية الطبّية كالأسبيرين من شأنه أن يسبب طنيناً في الأذن وعندما يتوقف عن تناوله يرتاح من الطنين.
كذلك هناك طنين ناتج من التهاب أو نتيجة تنظيف الأذن (وأفضل طريقة لتنظيف الأذن يكون من الخارج وعدم تنظيفها من الداخل مهما كانت الوسيلة، فالأذن تنظف نفسها من الداخل بنفسها).
ويشير رومانوس إلى ضرورة معرفة “أنّ المادّة الصمغية في الأذن تعمل على حمايتها، وإذا كانت هناك من زيادات فيها تجب الاستعانة بالطبيب لتنظيفها”، محذراً “من استخدام الأعواد القطنية التي تعدّ عدوّاً للأذن ولا تؤدي دوراً في عملية تنظيف الأذن، بل على العكس تسبب أحياناً مشاكل فيها وأهمها ثقب في طبلة الأذن”.