_محمود السوكني_____’
في جرد سريع لما نتج على الأرض جرأ طوفان الأقصى نجد أن غزة قد دمرت بالكامل كما سلبت دون أمل في الرجوع إلى أحضان أهلها الذين سقط منهم أكثر من خمسة وأربعين ألف شهيد عدا عن إصابة أكثر من مائة ألف جريح وفقدان الألاف غيرهم ممن لم يعثر لهم على أثر ، ناهيك عن من نزحوا خارج الديار ، هذا عن غزة المكلومة ، أما الضفة الغربية فهي لازالت تعاني الأمرين من جيش الإحتلال وحتى من رجال الأمن الفلسطيني الذين شاركوا بنصيب في المذبحة بدعوى مطاردة بعض المسلحين في مخيم داخل القطاع !
لبنان هو الأخر لم يغب عن عرس الدم ، حيث شن جيش الإحتلال غارات مكثفة على الجنوب اللبناني في مواجهة مع حزب الله إمتدت حتى العاصمة اللبنانية بحيث قضت على قيادات الحزب وألاف من افراده الذين إنتقوهم عبر منظومة الإتصالات الهاتفية ، كل ذلك مهد للزحف الميداني لجيش العدو ، لفرض سيطرته ومن بعد ذلك شروطه على ماتبقى من الحزب الذي خارت قواه والسلطة اللبنانية التي لا حول لها ولا قوة !
سقوط نظام الأسد هو الأخر ، كان هدية غير متوقعة عرف العدو كيف يستغل ظروفها بحيث الغى إتفاقية فض الإشتباك المبرمة مع حكومة الأسد ، وسمح لجيشه أن يستولى على أراضي سورية وضمها مع الجولان المحتل إلى حدود دولته المزعومة ، وشجعه الوضع المربك أمنياً وإنسحاب الجيش السوري عن مواقعه ، على التوغل أكثر بل والقيام بتفتيش وإستجواب المواطنين ، وأكثر من ذلك إصدار التعليمات لهم وتجريدهم من الأسلحة التي كانت بحوزتهم !
ما إستولى عليه العدو في سوريا وما ضمه من أراضي جديدة في فلسطين المحتلة لن يرجع كما أعلن النتن وبقية أفراد عصابته ، والوجهة الآن ، صوب اليمن للإقتصاص من مقاتليه وليس هناك مايمنع من ضم أراضيه أيضاً.
نعود للسؤال الذي يطرح نفسه ؛ هل كان لابد من طوفان الأقصى ؟!
السؤال يتيح الفرصة لأكثر من إجابة ، فإذا ما ذهبنا مع الرأي القائل بأن الحدث اعاد للأذهان قضية إحتلال دولة شقيقة منذ خمسة وسبعين عاماً بعد أن كادت تمحى من الذاكرة ، فهناك من يرى أنه العبث بعينه ، وأن ماحدث ليس بالعمل البطولي بل هو تصرف أحمق أضر بالقضية الفلسطينية وورط الوطن العربي كله وأحرج العالم الإسلامي ، بل وزاد من نكبة أقطاره العربية المجاورة التي أقحمت بعضها في صراع لم تكن ترغبه وليست في وارد خوضه .
فهل كان لابد مما ليس منه بُد ؟!