- _محمود السوكني___
في الكلمة الترحيبية التي قدم بها (العفن ياهو) سنده وحاميه رئيس أمريكا أمام مايسمى (كنيست) إستعرض إنجازاته التي حققها في صالح الطغمة الصهيونية الفاسدة والتي لم يسبق ، ولم يجرؤ رئيس أمريكي سابق على فعلها!
قال عنه أنه من إعترف بضم الجولان المغتصبة إلى الكيان المحتل ، وأنه من إعتمد نقل السفارة الأمريكية إلى مقرها الجديد في القدس تكريساً للإحتلال وإعترافاً به ، وهو من إعترف بأحقية دولة الإحتلال في ضم الضفة الغربية ، وهو من وقف بصلابة إلى (جانبنا) ضد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تقف ضد (مصالحنا) ، وهو من الغى الإتفاق النووي مع إيران ، هو بإختصار كما يقول زعيم عصابة تل آبيب (أعظم صديق لإسرائيل على مدى تاريخ البيت الأبيض) . كان سيد البيت الأبيض سعيداً بهذا الإطراء الذي ووجه بعاصفة من التصفيق فيما طُرد العضوان العربيان اللذان قاطعا كلمة الرئيس إحتجاجاً !
في أثناء ذلك ، كان مجموعة منتقاة من قادة العالم في إنتظار (رئيس العالم) لعقد جلسة السلام في شرم الشيخ ، السلام الذي لم يستطيع أحداً أن يحققه رغم كل التدخلات والإحتجاجات والمؤتمرات واللقاءات على كل المستويات ، ورغم المظاهرات التي إجتاحت العالم بما في ذلك في قلب تل آبيب وأمام بيت النتن ، وحده من إستطاع فعل ذلك عندما أراد ؛ وهذا ما قاله صراحة الرئيس الفرنسي : ” شخص واحد فقط كان بإمكانه وقف النتن ! ” وهذا ما حدث فعلاً ، في لمح البصر ، توقف كل شي ، وإنتهت المدبحة التي اودت بحياة أكثر من ستين ألف شهيد ، وبدأ الحديث عن صفقات الإعمار ، من يفوز بالعقود ومن يدفع تكاليفها من (الدول الثرية) كما وصفها ترامب التي تنتظر أوامره لضخ المبالغ المالية الباهظة
التي تحبسها عن شعوبها وتنفقها بسخاء لإعادة بناء ماهدمه الإحتلال !
كانوا كالتلاميذ الذين ينتظرون أستاذهم ، أو قل كعناصر المافيا في شوق لإستقبال زعيمهم .
ماعلينا ، الآن وقد ثبت قدرة هذا الترامب على وقف أسوأ جريمة بشرية سجلها التاريخ ، وتأكد لدينا أنه حقاً شرطي العالم ، والأمر الناهي لقادته وزعمائه ، فلماذا لا نناشده أن يرأف بحال هذا البلد ، ويعيد شتاته ، ويوحد مكوناته ، خاصة وأنه كان معارضاً لما عرف بالربيع العربي ، وأنه لا يوافق إدارة الرئيس أوباما الديمقراطية ويلعنه وصنوه بايدن بأقذع العبارات وأحطها على كل ما فعلوه خلال فترات حكمهم .
لقد ثبت لنا أننا غير قادرين على المحافظة على إرث الأجداد ، وأن الوطن تسلب خيراته جهاراً نهاراً ولا نحرك ساكناً وما يحدث في الجنوب أفضل مثال على ذلك ، فإذا ما كنا نُسرق ولا نملك لذلك دفعاً فمن باب أولى أن نستنجد بهذا العاشق للمال ونهبه ما يكفيه والذي لن يكون أكثر مما ضاع ، ونرجوه أن ينقذنا ويعيد لنا وحدتنا ولو كره الإنفصاليون . قد يتهمنا البعض بالجنوح وكيف لا نرجو الله سبحانه بدلاً من أن نعتمد على البشر الذي لا يستطيع فعل شي دون إرادته جل في علاه ، وهذا صحيح ولا غبار عليه ، لكن المولى عزّ وجل قال في محكم كتابه العزيز بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمان الرحبم ” أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” صدق الله مولانا العظيم ، ولا يوجد ما ينبيء بأن القوم سيتغير حالهم ، فهل نستكين لهذا الوضع المأزوم ونسكت على ضياع الوطن الذي يتسرب من بين أيدينا ، أم نلجأ إلى ما ليس منه بُد .














