هم وقودها ومعهم الناس والحجارة

هم وقودها ومعهم الناس والحجارة

.محمود عطية
‏asd841984@gmail.com

لن أكون مثل باقي الإعلاميين الكبار والمثقفين الذين لم يتناولوا ثقافة ولا قلما للجم مطالبات بعض المهرجين بضم جزء من بلاد عمر المختار إليهم بدون ادنى خجل إلا أنها غنية رواها !!!
كانت الدول الكبرى تستحضر عدوا لها أمام شعوبها حتى تكون العقول مستنفرة ومستعدة للخارج ولا تفرغ قوتها الى الداخل ، من أمريكا الى روسيا الى الصين والاتحاد الأوروبي ……..الخ كل الدول لها نفس الاستراتيجية ،وهذا ما نادى به القائد العسكري الليبي المخضرم محمد الرفاعي ((البومة)) عندما قال ان الجيش عليه أن يبني عقيدته على الدفاع عن الارض من دولة جارة لها اطماع في ليبيا وإذا لم يبنى الجيش والمخابرات لهذا فان الجيش ومن بعده الشعب سوف يتدخل في السياسة وأمور الحكم والانقلابات وهذا الذي يحدث في العالم الثالث …والغريب أننا لم نبحث عن عدوان يكون ستارا للحكومة تنقذ به نفسها أمام شعبها ولكن أعلن المشروع عن ذاته وأمام العالم ….
امام حماة الأوطان تسقط الأقلام وتجف الصحف والمجاهدين المناصرين للحق اعلى وساماً ورتبة من كاتب لم يسن قلمه لأجل وحدة البلاد والعباد ….ارض الجهاد دفع فيها أجدادنا أجسادهم ودمائهم الكثير جداً حتى أصبح عدد سكان ليبيا قد قارب على الزوال ….
أسوأ احتلال في العالم هو الاحتلال الايطالي وقبله الندب العثماني الذي اوسخ العادات والتقاليد وأبدل دين الحق بالصوفية والتنازل عن الأصول والحقوق ، ليبيا دولة قديمة ضاربة جذورها في التاريخ أصالة ومجداً ودائماً لها قادة في جميع المجالات.
من سيفيروس إلى شيشنق إلى الاسرة القرمنلية إلى هيروث الحاكم الليبي لمصر إلى أول جمهورية عربية ديمقراطية في التاريخ العربي الحديث الجمهورية الطرابلسية – أول جريدة تصدر في العالم العربي …
جاء اسم ليبيا كا آله القديم يعبد حسب الكتب الرومانية القديمة …
اختلف الاسم من قبيلة الليبو القاطنة البلاد المغرب العربي الى ليبيا الاسم القديمة للآله ،هذا لايمنع أن ليبيا لها تاريخ طويل في المجد وامتداد اطرافها شرقاً وغرباً ، وان شعبها صعب المراس ذو شجاعة كبيرة لا تمنعه من الفناء على ان يركع أو يقدم قربانا لمن يأخذ ارضه وشرفه ….
على عكس كثير من الأوطان التي أكثر فيها النسل والتعداد دون تربية منها الشهامة والشجاعة والأخذ بيد الضعيف والضرب على يد الغاصب المحتل !!
منذ إنشاء الأمم المتحدة وإعلان ليبيا استقلالها بوضع العلم والحدود كاملة موثقة بدماء الشهداء والاباء المناضلين المؤسسين حتى أصبحت ليبيا دولة ذات أركان ولها مكانة مرموقة بين دول العالم بفضل الحكمة والشجاعة لشيوخ القبائل الذين أعطوا مثالاً واضحا في الوحدة والوطنية والذكاء العالي وانتهت فكرة شراء ذمم الشيوخ .
كان الشعب الليبي الذي عانى ويعاني في كل الأوقات دائما في الموعد شباب شيوخ دولة قبل ان يكونوا شيوخ مغنم ،حتى تحطمت كل الاطماع على صخرة شعب قوي على أرضه ذات تاريخ مشرف قديماً وحديثاً وأبناء قبائليها منتشرين في البلاد أبعد من حدودها الآن ،عندما كانت الحدود أوسع وأشمل ، وحتى أسماء كثير من الأماكن والمواقع في دول المجاورة تعود في حقيقتها لأسماء ليبية وحتى اسماء الحدود البرية هي اسم ليبي بامتياز وماوراء الحدود ينطق أرضا ولغة ….ليبيا
منذ الاستقلال افرشت ليبيا اليد بالمساعدات للدول العربية حتى أعلن الملك إدريس السنوسي بأن التنقيب عن النفط والغاز في دول الخليج التي تعاني الفقر المدقع يكون على حساب الدولة الليبية حتى خروجه من الأرض …وخلال العدوان الثلاثي على مصر كانت ليبيا واقفة بكل امكانياتها تدافع عن أرض مصر وشعبها وامتد الجهاد الشعب الليبي المدافع عن الأراضي العربية ، ولَم يلتقط الشعب الليبي أنفاسه حتى وضع المال وأفضل الرجال وجميع الإمكانيات تحت تصرف الدولة المصرية في الدفاع عن ارضها من المحتل الاسرائيلي …
الدفاع عن الارض لايمكن ان يكون بالوثائق والاوراق كما عودنا التاريخ والجغرافيا. وكثير من الحقوق واضحة ولكن العالم يقف مع مصلحته ،فإذا وجد رجال مثل الاجداد الذي رموا العداوة والقتال فيما بينهم ورسموا دولة واحدة نكون قد قطعنا دابر المؤامرات بشكل نهائي …
لايوجد جزء بسيط من الوطن العربي الا ونادت به ليبيا دفاعاً وصونا ودفعت عنه قولاً وعملاً ، وسط هذا العطاء من تقديم النفس والمال للقضايا العربية جاءت الاطماع من هنا وهناك وسكب النيران بدلاً من ان يكونوا رجال إطفاء ووسطاء خير وسلام .
لم يكلف الأمين العام للجامعة العربية أن يتصل خوفا واحتراقاً على ارواح الاطفال او حزنا على اشتعال النار بعاصمة عربية وافريقية مهمة ولا تأثراً إذا كانت ليبيا سوف تستطيع دفع الأموال المخصصة ك مرتبات أعضاء الجامعة الباشوات ولاسخطاً من إذا كانت ليبيا تباع وهناك دول تريد تقسيمها وأخذ أجزاء منها .
لم يكتفي الامين العام بالاتصال حتى سراً وإعلان أن الجامعة هي جامعة، بل ركضاً مسرعاً بين العواصم عندما ضربت سفن عربية في وسط المياه فكان البحر كفيلا بإطفاء النار ..فلا يمكن للاخوة ان تطفئ ناراً هم وقودها ومعهم الناس والحجارة …………………………………….

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :